( *فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم)*
لديك فرصة أن تقتدي بالأنبياء.
.
حين تسمع كلمة شوهاء
أو سخرية عابرة حارقة
ولديك فرصة للصراخ والانفجار
والهجوم
لكنك رغم الوجع تعض على شفاه الصمت
تشعر لشدة الحنق والضيق أنك بحاجة للتنفس بالرد والانتقام
لكن تذكر هذا التحليق في سماء الاقتداء
ربما تعجز عن النسيان
وربما تظل توجعك دهرا طويلا
وكلما هبت ربح الذكريات أججت جذوتها في داخلك
ربما تبقى موجعة حتى تدفن آلامها معك
لكن الثمن يستحق.
كانت الفرصة السانحة ليوسف
حين كان إخوته في مقام الضعف والمسكنة
وهو في العز والملك والقدرة
والألم في الوقت ذاته
أن يصيح بهم ويستعيد كل الذكريات في هذا المقام
وأن يكشف كل الأسرار
وأن يدافع عن نفسه فيستمع الجميع.
لقد كان مسرح الحياة جاهزا
لخطبة ينشر فيها قصة البئر والسيارة والكيد والخديعة وآلام البعد والرق والسجن والاغتراب ومجده في الصبر والعفة.
.
.
كل شيء حوله يقول:
آن الأوان.
لقد كان إسدال الستار عن القصة برمتها
يبدو هذا مكانه لو كانت قصة دنيوية فحسب
في هذه الذروة من قوة يوسف وضعفهم
لكن لا تزال للقصة بقية تتخطى عتبة الحياة إلى الآخرة
اجتاز كل ذلك عليه السلام.
ليس لأي شيء في الدنيا
لكن ليقول يارب
سكت ابتغاء وجهك.
مختارات