" إلى من أراد الأمن غدًا !! "
" إلى من أراد الأمن غدًا !! "
أخي المسلم: هل تدري منزلة أولئك الذين يعينون الضعفاء غدًا؟!
هل تدري ما وعدهم الله تعالى على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم ؟! فلتستمع إلى هذه البشارة ! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه...» [رواه مسلم].
أخي المسلم: أرأيت إلى تلك البشارات المتتالية؟! فما أحوجك غدًا إلى تفريج الكربات ! وما أحوجك غدًا إلى الأمن من الفزع الأكبر ! يوم لا ظل فيه إلا ما قدمته في دنياك من صالح الأعمال ! يوم لا أمن فيه؛ إلا لمن أمنه الله تعالى ! يوم يفر المرء فيه من أهله وعشيرته ! يوم لا ينفع فيه مال ولا جاه ! في ذلك اليوم ترى أهل البر والإحسان، في ظل ظليل.. وأمن.. وحبور..فما أسعدهم من بين أهل الموقف.. وما أربح سعيهم في ذلك اليوم !
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سرَّه أن يظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله؛ فلييسر على معسر، أو ليضع عنه» [رواه الطبراني في الكبير/ صحيح الترغيب للألباني: 912].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم«إن في الجنة غرفًا يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، أعدها الله لمن أطعم الطعام، وأفشى السلام، وصلى بالليل والناس نيام» [رواه ابن حبان/ صحيح الترغيب للألباني: 618].
فأين أنت أخي المسلم غدًا من ذلك الثواب العظيم؟!
فهل يعجزك يا طالب الحسنات؛ أن تعين محتاجًا.. أو تغيث ملهوفًا؟!
هل يعجزك أن تمسح دمعة محزون بلقمة أو ثوب تقدمهما له؟!
أخي: أما سمعت بقصة ذلك الرجل؛ الذي كان يخفف ويتجاوز عمن اقترض منه؟!
أتدري كيف كانت نهاية قصته؟! فلتسمع القصة من أصدق صادق !
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كان رجل يداين الناس، فكان يقول لفتاه: إذا أتيت معسرًا فتجاوز عنه، لعل الله يتجاوز عنا، فلقي الله؛ فتجاوز عنه» [رواه البخاري ومسلم] وفي رواية للبخاري: «فأدخله الله الجنة!».
فتأمل – هداني الله وإياك – كيف نال هذا الرجل؛ ذاك الثواب العظيم، مع قلة عمله !
أخي: أتذكر كم من المرات تجاوزت فيها عن معسر؟! أو كم من المرات أدخلت فيها السرور على قلب مدين لك؛ قائلاً: لقد عفوت لك ديني !
أخي المسلم: هذا باب من الخير من أعانه الله عليه؛ فقد أراد به كل خير.. فاسع أن تكون من أهله.. وما ذلك بصعب على راغب في الخير !
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سر أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة؛ فلينفس عن معسر، أو يضع عنه» [رواه مسلم].
وأخرى أيضًا بشر بها النبي صلى الله عليه وسلم أولئك الذين يتسامحون في أخذ ديونهم..قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من نفس عن غريمه، أو محا عنه، كان في ظل العرش يوم القيامة» [رواه البغوي في شرح السنة/ صحيح الترغيب للألباني: 911].
أخي المسلم: كم هو جميل بالمسلم أن يدخل السرور في قلب أخيه؛ فيفرج عنه كربة.. أو يسد له حاجة.. أو يضع عنه دينًا، أو يعفو له عنه..قال علي بن عبد الله بن عباس: (إن اصطناع المعروف قربة إلى الله، وحظ في قلوب العباد، وشكر باق).
وقال الزهيري: (من زرع معروفًا حصد خيرًا، ومن زرع شرًا حصد ندامة).
وقالوا: (حصاد من يزرع المعروف في الدنيا اغتباط في الآخرة).
أخي المسلم: فلتعلم أن أهل الإحسان، وإغاثة الملهوف؛ هم الناجون غدًا.. الآمنون من روعات الفزع الأكبر.
مختارات