احذر
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم..أما بعد.
أحبتي في الله..
بدات الثلث الثانية، وإن تفلت منا رمضان ولم نحقق ثمراته فبئس العاقبة، فكما رفعنا من الأمس الشعار للايام القادمة - إن قدر الله لنا البقاء - " الآن قبل فوات الأوان "
استمع لهذا الحديث وأرعه سمعك وبصرك واجعله يزلزل كيانك لتعرف أن الموضوع في غاية الخطورة.
روى الطبراني وصححه الألباني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " وَمَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ دَخَلَ النَّارَ، فَأَبْعَدَهُ اللهُ وَأَسْحَقَهُ، فَقُلْتُ: آمِينَ "
هل تتصور أن العقوبة إن لم يغفر لك أن لو مت على ذلك أن تدخل النار، وأن تكون من المبعدين عن رب العالمين. اللهم الطف بنا واغفر لنا.
هناك تحذيرات رهيبة في القرآن تحتاج أن نتدبرها حتى لا نقع تحت طائلة وعيدها:
أولا: كدر النفوس
قال تعالى: " وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ " فالخاتمة هنا بذكر الحلم يعني أن الله يعلم ما في هذه النفوس من الكدر الذي يغضبه سبحانه وتعالى لكنه يحلم علينا ولا يعاجلنا بالعقوبة.
ولذلك قال: " يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ "
فحذار أن تترك تزكية نفسك " قد أفلح من زكاها "
فهيا قل: اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها.
ثانيا: المخالفة
قال تعالى: " وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ "
الله يحذر من تسول له نفسه أن يعصيه ويعصي رسوله، وأن الحجة لو قامت على الإنسان ولم يستدرك أمره فالعقاب أليم، ولاحظوا أن رمضان حجة لك أو عليك فاحذر.
" فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ "
ثالثا: فتن الأهل
قال تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ "
احذر أن تنشغل بذاتياتك ودائرتك الصغيرة " زوجتك..زوجك..أولادك " فإنهم قد يفتنوك وعليك أن تتخذ معهم حسن الخلق وتحذر فتنتهم بالعمل الصالح.
قال صلى الله عليه وسلم: " «فتنة الرجل في أهله وماله ونفسه وولده وجاره يكفرها الصيام والصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» [متفق عليه]
رابعا: فساد القلب
قال تعالى: " وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا "
فإذا رأى قلبك سيجد حبه والتعلق به، أم حب الدنيا والانشغال بها فيغضب، فاحذر غضبة الملك، واصلح فساد قلبك بكثرة الاستغفار.
قال صلى الله عليه وسلم: " إن المؤمن إذا أذنب كانت نكتة سوداء في قلبه فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه " [رواه ابن ماجه وحسنه الألباني]..
فاحذروا فقطار رمضان لا يتوقف لأحد
مختارات