" المعاصي وأقسامها "
" المعاصي وأقسامها "
إن خطر المعاصي وشرورها العظيمة لا يجهله عاقل، وهي من الأمور التي اتفقت عليها الشرائع والمعاصي وإن اختلفت أقسامها وأنواعها، فيجمعها أنها كل شر، وإن تفاوتت درجات هذا الشر..
وأعظم ما في الذنوب من الشرور أنها سبب لسخط الله وغضبه، وكلما كان العبد قريبًا من المعاصي كان بعده من الله تعالى أكثر، وكلما كان بعيدًا عن المعاصي كان قربه من الله تعالى أكثر. ولذلك كانت الطاعة محبوبة إلى الله.. ومن أجل هذه المعاني كانت المعاصي شرًا يجب الحذر منه..
ولذلك كان السلف رضي الله عنهم يستعظمون الذنب وإن قل.
قال أنس بن مالك رضي الله عنه: إنكم لتعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر إن كنا لنعدها على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من المُوبقات (رواه البخاري) .
وقال بلال بن سعيد رحمه الله: «لا تنظر في صغر الخطيئة ولكن انظر من عصيت؟!».
وهذا كهمس بن الحسن رحمه الله يقول: «أذنبت ذنبًا وأنا أبكي عليه منذ أربعين سنة!» قيل: ما هو يا عبد الله؟ قال: «زارني أخي لي فاشتريت له سمكًا فأكل ثم قمت إلى حائط جاري فأخذت منه قطعة طين فغسلت بها يدي» !! هكذا كان الصالحون يحاسبون أنفسهم ولا يستحقرون الذنب وإن قل؛ لأنهم وقر في نفوسهم جلال الله تعالى؛ ومن كان هذا حاله عظم الذنب عنده.
أخي المسلم: وإليك أقسام المعاصي كما قسمها.
الإمام ابن القيم رحمه الله: أولاً: أصول المعاصي نوعان:
(1) ترك المأمور (2) فعل المحظور.
ثانيًا: وينقسم ذلك إلى أربعة أقسام:
أولا: الذنوب الملكية:
وهي أن يتعاطى ما لا يصلح له من صفات الربوبية كالعظمة والكبرياء والجبروت والقهر والعلو واستعباد الخلق ونحو ذلك.
ثانيًا: الذنوب الشيطانية:
وهي التشبه بالشيطان في الحسد والبغي والغش والغل والخداع والمكر والأمر بمعاصي الله وتحسينها والنهي عن طاعته والابتداع في دينه والدعوة إلى البدع والضلال.
ثالثًا: الذنوب السبعية:
وهي ذنوب العدوان والغضب وسفك الدماء والتوثب على الضعفاء والعاجزين.
رابعًا: الذنوب البهيمية:
وهي مثل الشره والحرص على قضاء شهوة البطن والفرج، ومنها يتولد الزنا والسرقة وأكل أموال اليتامى والبخل والشح والجبن والهلع والجزع وغير ذلك.
ثانيًا: وتنقسم المعاصي أيضًا إلى كبائر وصغائر:
قال ابن القيم: «وقد دل القرآن والسنة وإجماع الصحابة والتابعين بعدهم، والأئمة على أن من الذنوب كبائر وصغائر».
مختارات