" الرقيب "
" الرقيب "
القائم على كلِّ نفس بما كسبت، المطَّلع على ما أكنَّتْه الصُّدور، المراعي لأحوال العبد، الحافظ له، المحصي جميع أعماله.
أثر الإيمان بالاسم:
- على العبد أن يعلم أن الله تعالى هو الرقيب على عباده الذي يراقب أقوالهم وأفعالهم وما يجول في قلوبهم وخواطرهم، لا يخرج أحدًا من خلقه عن ذلك.
- استشعارُك مراقبةَ الله تعالى يَمْنحُك القربَ منه حتى تجد نفسَك مع المداومة عليها وقد أصبحت في معيَّة الله الخاصة؛ فَتَيَقُّنُك بمراقبة الله يَرْفَعُ مستوى التَّقْوَى لديك، ثم لا تزال ترتفع حتى تجد نفسَك في حالة عميقة من السَّعادة الحقيقيَّة، تنسى كيف وصلتَ إليها أو متى بدأتَها، ثم ما تَلْبَثُ أن تَعْرفَ أنَّ معيَّةَ الله تعالى تَمْنَحُكَ انشراحًا في الصَّدْر ومَسَرَّةً في القلب وقرَّةً للعين؛ فارتباطُ التَّقْوَى بالمراقبة قال عنه - تعالى: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا " [النساء: 1]؛ فلزم العبدَ أن يراقب نفسه في عمله ودوافع عمله؛ أهي لهوى في النَّفْس أم لله – تعالى؛ فإن كان لله أمضاه وإلا تركه؛ وهذا هو الإخلاص؛ فمراقبة النِّيَّة وإصلاحها مع اليقين أنَّ اللهَ عليم بها يُجازي عليها من الله؛ كما جاء في حديث عَدَّه العلماءُ رُبْعَ الدِّين وجعله البخاريُّ الحديث رقم (1) في صحيحه: «لكُلِّ امرئٍ ما نَوى».
- ولا يقف هنا مكتفيًا بنيَّته؛ لأن رقابةَ الله عليه دائمةٌ ومستمرةٌ؛ فيجب أن يستمرَّ في الإتقان والإخلاص والالتزام بالعمل حتى النهاية؛ تَمَثُّلاً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «إنْ قَامَت السَّاعةُ وَبيد أحدكُم فسيلةٌ فَإن استطاعَ أَنْ لا يَقُوم حتَّى يَغْرِسَهَا فَليَفْعَلْ» (الأدب المفرد للبخاري، مسند أحمد).
وفي باب حفظ اللسان قَرَنَ البخاريُّ في صحيحه بين حديث الرَّسول صلى الله عليه وسلم: «وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بالله وَاليَوْم الآخر فَليَقُلْ خَيْرًا أَوْ ليَصْمُتْ»(البخاري) وبين قوله تعالى: " مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ " [ق: 18].
- استشعارُ العبد رقابةَ الله عليه من أعلى أعمال القلوب التي تصل به لأعلى مقامات الطاعة؛ وهو مقام الإحسان؛ فَتَعْبد اللهَ كأنَّك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
مختارات