" القريب "
" القريب "
قريبُ الإجابة للدُّعاء قريبٌ ممَّن أَخْلَصَ له العبادةَ ورغب إليه في التَّوبة وقَرَّبه من عباده بتقرُّبهم إليه.
وهذا القرب لا تُدرك له حقيقة؛ وإنما تُعلم آثارُه من لطفه بعبده وعنايته به وتوفيقه وتسديده، ومن آثاره الإجابة للدَّاعين والإثابة للعابدين.
وقُرْبُه نوعان:
1- قرب عامٌّ من كل أحد يعلمه، وإحاطته، ومراقبته.
2- قرب خاصٌّ من عابديه، وسائليه، ومجيبيه؛ وهو قربٌ يقتضي المحبَّةَ والنُّصْرة والإجابة للدَّاعين والقبول والإثابة.
أثر الإيمان بالاسم:
- وصف - عز وجل - نفسه بالقرب من داعيه؛ " وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ " [البقرة: 186].
- مواضعُ القرب من الله تعالى هي مواضع إجابة الدعاء.
- أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم بالتَّقَرُّب إليه سجودًا؛ " وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ " [العلق: 19].
وقال صلى الله عليه وسلم: «أَقربُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبَّهِ وَهُوَ سَاجدٌ فأكثروا الدُّعَاءَ» (مسلم).
- وقال صلى الله عليه وسلم في حديث قدسيٍّ: «.. وَمَا تَقَرَّبَ إليَّ عَبْدي بِشَيء أَحَبَّ إليَّ مما افترضتُ عليه، وما يزالُ عبدي يَتَقربُ إليَّ بالنَّوافل حتى أُحبَّهُ» (البخاري).
- وفي حديث قدسيٍّ آخر يوضح مسافات القرب: «.. وإنْ تَقَرَّبَ إليَّ بشبر تَقربتُ إليه ذراعًا، وَإنْ تَقرَّبَ إليَّ ذراعًا تَقَرَّبتُ إليه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيتُهُ هَرْوَلة» (البخاري).
- وقال صلى الله عليه وسلم: «أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الربُّ منَ الْعَبْد في جوف الليل الآخر فَإنِ استطعتَ أَنْ تَكُون ممن يذْكُر الله في تلك الساعة فكن» (الترمذي، النسائي).
- قَسَّمَ اللهُ الخَلْقَ يومَ القيامة لثلاثة أصناف؛ صنف في النار - وهم أصحاب الشمال - وصنفين في الجنة - وهم أصحاب اليمين - وصنف أعلى منزلة منهم، وهم المقرَّبون.
- لئن تَطَلَّعْتَ لقرب الله كنتَ من الموعودين بالنَّعيم؛ " عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ " [المطففين: 28] عين شراب خالصة للمقرَّبين الذين هم أعلى الخلق منزلة، ثم تكون لغيرهم وهم أصحاب اليمين ممزوجة بأشربة أخرى.
- كلَّما كَمَّلَ العبدُ مراتبَ العبوديَّة كان أقربَ إلى الله.
مختارات