" الخبـير "
" الخبـير "
العليمُ بسائر عباده، الخبيرُ بأمورهم؛ فهو العالمُ بكُنْه الشَّيء المطَّلع على حقيقته، لا يَعْزب عنه مثقالُ ذَرَّة ولا يَتَحَرَّك ولا يَسْكُن إلَّا وعنده خبره.
وهو بمعنى العليم؛ لكن العليم إذا أضيف إلى الخفايا الباطنة سُمِّي خبرة وسُمِّي صاحبُها خبيرًا.
أَثَرُ الإيمان بالاسم:
جاء في إخباره – تعالى - باسم الخبير تحريض على التَّقْوَى وتحذير من المعصية وحَضٌّ على الطَّاعة " وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ " [المائدة: 8].
- أخبرَ اللهُ تعالى عن مفاتيح الغيب، وهي غَيْبيَّةٌ مستقبليَّةٌ؛ ولا يُخْبر بمثل هذه الأمور كلِّها إلَّا الله وحده؛ " وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ " [فاطر: 14].
- جديرٌ بالعبد أن يكون خبيرًا بما يَجْري في عالمَه الدَّاخليِّ قبل الخارجيِّ، وعالمُه الدَّاخليُّ هو قلبُه وبَدَنُه، والخفايا التي يتصف القلب بها من الغشِّ والخيانة وإضمار الشَّرِّ وإظهار الخير؛ فقد تخدع النَّفْسُ صاحبَها بالتَّجَمُّل وإظهار الإخلاص وهي مفلسة منه، ومثل تلك الخدع النَّفْسيَّة يكتشفها العبد إن كان قد خبر نفسه وعرف مكرَها وتلبيسَها وخدعَها؛ فيمتنع عن الوقوع في خدع وهوى النَّفْس.
- مَنْ تَشَكَّلَتْ لديه خبرةٌ في نفسه، تشكَّلَتْ لديه القدرةُ على تكوين خبرة بالعالم الخارجيِّ المحيط به؛ فتعلم قدماه أي أرض تمشي عليها، وهو يعلم حكمة الله من الخلق والنِّعَم والمصائب؛ فلا يقع في فتن الخلق ولا مكائد الشَّيْطان.
مختارات