" العليـم "
" العليـم "
متضمِّنٌ للعلم الكامل الشَّامل الذي لم يسبق بجهل ولا يلحقه نسيان.
أثر الإيمان بالاسم:
- الله تعالى " وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا " [طه: 98] وخَلْقُه " لَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ " [البقرة: 255] فإن وَهَبَ اللهُ أحدًا علمًا بقي هو تعالى " فَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ " [يوسف: 76].
- وقد اسْتَأْثَرَ بمفاتيح الغيب الخمسة؛ " إنَّ اللهَ عنده علمُ السَّاعة ويُنَزِّلُ الغيثَ ويَعْلَمُ ما في الأرحام وما تَدْري نفسٌ ماذا تَكْسبُ غدًا وما تَدْري نفسٌ بأَيِّ أَرْض تَموت إنَّ اللهَ عليمٌ خبيرٌ " [لقمان: 34] وبَيَّنَ تعالى قصورَ علم الخَلْق عن الغيب؛ " وَعندَه مَفَاتحُ الغَيْب لا يَعْلَمها إلَّا هو " [الأنعام: 59] حتَّى الأنبياء لا يَعْلمون الغيبَ؛ كما قالت عائشة - رضي الله عنها: «مَنْ زَعَمَ أنهُ - أي الرسول - يُخبرُ بما يَكُونُ في غد فقد أَعظَم على الله الفريةَ و الله يَقولُ " قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ " [النَّمْل: 65]» (مسلم).
- ومن آيات علم الله بما كان وسيكون (اللوح المحفوظ) الذي مكتوب فيه مجريات الكون والمخلوقات؛ " مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ " [الحديد: 22].
- وعلمه تعالى يَشْمَلُ الظَّاهرَ كما يَشْمَلُ الأسرارَ في القلوب؛ " إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ " [آل عمران: 119]؛ تَكَرَّرَتْ هذه الآية مرَّتان وفي الثالثة عشر قال تعالى: " يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ " [غافر: 19] تأكيدًا على علم الله بما تُضْمره الصُّدورُ من خير وشر، وأهمية النِّيَّة، وتحذيرًا من انحرافها؛ " وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ " [البقرة: 235]، وقال صلى الله عليه وسلم: «إنَّما الأعمالُ بالنِّيَّات وإنَّما لكلَِّ امرئ ما نَوى» (البخاري ومسلم ) أي يُثاب على عمله بنيَّته وليس بالعمل، وقيل: توزن الأعمال يوم القيامة بنواياها.
- مَنْ تَدَبَّرَ اسمَ العليم علم أنَّ العلمَ كلَّه بجميع وجوهه واعتباراته لله تعالى؛ فلا يَعْلَمُ الخَلْقُ شيئًا من ذات الله وصفاته إلَّا ما أَطْلَعَهم عليه، ويقصر فهمها عن إدراك عظمتها وعظمة ملكوته، إلا مَنْ شاء اللهُ له الهدايةَ وفتح عليه من أبواب العلم بقدر أوضحه تعالى: " وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا " [الإسراء: 85] فالعلم أصلُ الخصال الشَّريفة، والعلم يَرْقَى بالإنسان إلى المنازل الرفيعة المنيفة من الشرف الذي هو الاتِّصافُ بكلِّ خُلُق عال وتجنُّب كلِّ دنيء، ولا يُتَوَصَّلُ لهذه المنزلة ويُرْتَقى لهذه المرتبة إلا بالعلم والمداومة عليه والمداومة على سؤال الله إياه؛ تَمَثُّلًا بدعاء الرَّسول الذي عَلَّمه إيَّاه الله: " وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا " [طه: 114].
مختارات