" ما هو اليأس ؟! "
" ما هو اليأس؟! "
اليأس: إحباط يصيب الروح والعقل معًا، فيفقد الإنسان الأمل في إمكانية تغير الأحوال والأوضاع والأمور من حوله!..
قال الله تعالى: " وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ " [هود:9].
واليأس نوعان:
- يأس من رحمة الله؛ وهو محرم ومنهي عنه في ديننا.
- ويأس من أمر ما في دنيانا التي نعيش فيها.
ما حكم اليأس شرعًا؟
1- اليأس منهي عنه في الإسلام، بأمر الله عز وجل: "..فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ " [الحجر: 55].
2 -وصف الله عز وجل اليائس منه ومن رحمته سبحانه.. بأنه كافر ضال ".. إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ " [يوسف: 87].
" قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ " [الحجر:56].
يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: «لئن أضع جمرة في فمي حتى تنطفئ، أحب إلي من أن أقول لأمر قضاه الله تعالى: ليت الأمر لم يكن كذلك» !..
لأن من يفعل ذلك فكأنه ينسب الجهل إلى الله سبحانه وتعالى.. بينما يقول ربنا عز وجل في محكم التنزيل: ".. أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ " [الأعراف:54].. أي إن القدرة بيد الله وحده، لا بيد البشر..
روى (ابن حبان) الحديث القدسي الشريف: «أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما يشاء».. ويقول (الشوكاني): (فمن ظن بربه الخير عامله الله سبحانه على حسب ظنه به، وإن ظن بربه السوء عامله الله سبحانه على حسب ظنه به) !..
ما أسباب اليأس؟!:
1- استعجال الإنسان للأمور.
" وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولاً " [الإسراء: 11].. لنعلم أن المتعجلين هم أقصر الناس نفسا.. وأسرعهم يأسًا؛ وذلك عندما لا تجري الأمور على هواهم أو حسب ما يتمنون ويحبون ويشتهون !..
2 -وزن الأمور بموازين الأرض لا بميزان السماء:
فقد قال رجل لأحد الحكماء: إن لي أعداء فقال له: "... وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ " [الطلاق:3].. قال الرجل: ولكنهم يكيدون لي، فقال له: ".. وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ " [فاطر: 43].. قال الرجل: ولكنهم كثيرون، فقال له: "..كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ " [البقرة: 249] !..
وهكذا، فعندما نرد كل أمر يواجهنا في حياتنا إلى الله عز وجل وحده.. فإننا لن نيأس مطلقًا، بل ستبقى قلوبنا معلقة بالأمل بالله عز وجل.. خالقنا وحده لا شريك له، ومدبر الأمر كله!.. والمؤمن عليه أن يكون ممتلئًا بالأمل. على الرغم من أن الآخرين من حوله قد يكون في غاية اليأس والإحباط.. فهي قضية إيمانية أولاً وآخرا، فلنكن مؤمنين حق الإيمان؟!.. حتى لا نكون من القانطين اليائسين.
مختارات