" الإمامة في القرآن الكريم "
" الإمامة في القرآن الكريم "
ورد لفظ الإمام في القرآن الكريم على خمسة أوجه (ابن الجوزي، منتخب قرة عيون النواظر في الوجوه والنظائر في القرآن، وابن العماد، كشف السرائر في معنى الوجوه والأشياء والنظائر):
1- المقتدى به في الخير، ومنه قوله تعالى: " قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ " [البقرة: 124] أي: جعلناك للناس إمامًا يأتمون بك في هذه الخصال، ويقتدي بك الصالحون ويحتذون حذوك (القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، ابن كثير، تفسير القرآن العظيم).
2- الكتاب، ومنه قوله تعالى: " يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا " [الإسراء: 71] أي: بكتاب كل إنسان منهم الذي فيه عمله (القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، ابن كثير، تفسير القرآن).
3- اللوح المحفوظ، ومنه قوله تعالى: " إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآَثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ " [يس: 12].
قال قتادة وابن زيد: أراد اللوح المحفوظ (القرطبي، الجامع لأحكام القرآن) فيكون المعنى: جميع الكائنات مكتوب في كتاب مسطور مضبوط في لوح محفوظ (ابن كثير، تفسير القرآن العظيم).
4- الطريق، ومنه قوله تعالى: " فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ " [الحجر: 79].
أي: بطريق واضح في نفسه يأتمون به في سفرهم ويهتدون به (الطبري، جامع البيان 14/ 33، الجامع لأحكام القرآن، ابن كثير، تفسير القرآن العظيم).
5- يكون بمعنى التوراة، ومنه قوله تعالى: " أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً... " [هود: 17].
أي: ومن قبله كتاب موسى إمامًا لبني إسرائيل يأتمون به ويقتدون به (الطبري، جامع البيان، ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، ابن عاشور، التحرير والتنوير).
والذي يعنينا من هذه الوجوه الوجه الأول؛ حيث إن الإمام في الصلاة يقتدى به في جميع أفعاله.
مختارات