" طالب العلم والكتب "
" طالب العلم والكتب "
يجب على طالب العلم ذي الهمة العالية أن يحوز الكتب النافعة؛ لأن فيها مادة نوره الذي به يحيا ويبصر، والمكتبات اليوم تزخر بكم هائل من الكتب المفيدة، ينقضي العمر ولا تنقضي، ومن أجل ذلك لا بدَّ لطالب العلم من تأصيل أصيل يأخذ بيده في مسالك هذه الكتب، ومن حاز أصول كل فن فقد حاز مفاتيح كنوز هذه العلوم.
هناك كتب يجب أن تكون رفيقة العين والقلب، لا يخلو يوم من الاطلاع عليها وتفهمها -مع كتب التخصص الدقيق-.
1- القرآن الكريم:
حبل الله المتين، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلب رسولنا العظيم صلى الله عليه وسلم، النجاة لمن تمسك به والنور لمن جعله مصباحه، والمرشد الناصح والمستشار المؤتمن لمن كان له عقل {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [يوسف: 21]، {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص: 29].
هذا الكتاب العظيم واجب على كل مسلم أن لا يُغفل عينه عن تلاوته ولا يشغل قلبه عن التدبر في معانيه، وأن يكون حاله مع هذا القرآن كحال السلف الصالح قراءة وتدبرًا، علمًا وفهمًا، يقول عثمان رضي الله عنه: «كنا لا نتجاوز عشر آيات حتى نعلم ما فيها ونعمل به» وبفضل توفيق الله، ثم بفضل هذا الكتاب المجيد وجد في قلب الصحراء جيل قرآني فريد؛ كسا الصحراء القاحلة حلة خضراء بقوة إيمانه، وهزت صيحته الأرض من مشرقها إلى أقصى مغربها، ودوت فيها تكبيراته تهدُّ قصورًا وتبني أمجادًا، فمن أراد العز ففي هذا القرآن ومن أراد النجاة ففي هذا القرآن، ومن أراد الخيرين – خيري الدنيا والآخرة – ففي هذا القرآن.
2- كتب التفسير:
وخاصة تفاسير السلف الصالح أصحاب العقيدة الصافية لما فيها من صدق العبارة، ووضوح التصور ودقة الملاحظة، وحسن الشرح والتوضيح، إن الاعتناء بكتب التفسير واجب حتمي على طالب السمو وبه يفهم المسلم كتاب ربه فهمًا سليمًا ويكون عصمة له من القول بلا علم، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
3- قراءة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وحفظه والنظر في شروحات الأحاديث:
يقول الإمام ابن الجوزي: «علم الحديث هو الشريعة لأنه مُبيَّن للقرآن وموضح للحلال والحرام وكاشف عن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وسير أصحابه» (صيد الخاطر).
4- كتب السيرة المباركة:
سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه الأسوة الحسنة والمثل الأعلى الذي يجب على كل مسلم الاحتذاء به؛ حتى يكون من إخوانه المنتظرين على الحوض.
5- قراءة التاريخ عمومًا وسير الصالحين خصوصًا إن في التاريخ لعبرة ومنهاجًا؛ أمم الأرض على اختلاف عصورها وناسها بين يديك في صفحات باسمة، تقتطف من ثمار عقولهم ما نضج، وتحصد من تجاربهم الجيدة ما تضيفه إلى تجاربك القليلة.
في التاريخ عظة نستنبط منها فوائد لما نعانيه اليوم؛ فنرى فيه سير الأمم كيف نشأت ثم اشتدت ثم شاخت فبادت، نعرف الأسباب فنقيس ونعتبر ونعالج.
اقرؤوا التاريخ إذ فيه العبرْ ضل قوم ليس يدرون الخبرْ
مختارات