" لماذا نتطرق لهذا الموضوع ؟ "
" لماذا نتطرق لهذا الموضوع؟ "
نتطرق إلى هذا الموضوع لأسباب كثيرة لعلي أوجزها في نقاط سريعة:
أولا: قلة الكتب التي تتحدث عن هذا الجانب العظيم، جانب الدعوة إلى الله في وسائل الإعلام وخطب الجمعة والدروس والمحاضرات، بل العكس كثر المثبطون، وهناك ولله الحمد أناس كثر يعملون لدين الله من الرجال والنساء فالدين منصور.
ثانيًا: نحن في زمن الدعوة شئنا أم أبينا، فالكل يدعو إلى دينه ومذهبه، أطلق بصرك وارخ سمعك لتجد ذلك واضحًا دون عناء وصعوبة، بل وحتى أصحاب البضائع التجارية اتخذوا من وسائل الإعلام دعوة إلى منتجاتهم فيما يسمى بالإعلان التجاري.
ثالثًا: أن الله –عز وجل- أنعم علينا بالعلم، ويبقى العمل ثم الدعوة إلى هذا العلم الذي تعلمناه وعرفناه.
رابعًا: أننا نحب الإسلام ولا نشك في ذلك؛ لكن هذا ادعاء محبة (إذا أردنا أن نعبر بدقة) فالمحبة دون عمل كيف تكون؟ نحب الإسلام لكن لا نعمل له، ولهذا فإن التطرق لهذا الموضوع مطلب ملح لتحريك الهمم وتقوية العزائم في أوساط الشباب والبيوت والأسر.
خامسًا: الأصل أن يكون هذا العمل (أعني الدعوة إلى الله) ديدن المسلم في يومه وليلته، يذكر إذا نسى ويقوى إذا وهن ويحتاج إلى زاد في هذا الطريق الطويل، فلعل هذا الكتاب من الزاد على قلته.
سادسًا: كثرة من يعمل حولنا في الساحة من أصحاب الأفكار المنحرفة والديانات الباطلة، فحري بنا أن نتفقد أمرنا ونقوم بواجبنا حتى تبرأ الذمم أمام الله –عز وجل-.
سابعًا: بعض الإخوة يتحرقون شوقًا إلى خدمة الدين والقيام بأمر الدعوة إلى الله وهم يبحثون عن الوسائل والطرق المعينة لذلك لعلنا سويًا نقدم شيئًا يستفاد منه.
ثامنًا: أن البعض يمر بمرحلة فتور وتواكل وانتظار النتائج من أعمال الغير، وهنا وقفة فإن الله –عز وجل- لما ذكر حال مريم في كتابه الكريم قال: " وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا " [مريم: 25] كيف بامرأة في هذه الحال وتهز نخلة؟ لكنه الأمر ببذل الأسباب، ولو اجتمعنا نحن جميعًا لما استطعنا أن نحرك جذع النخلة لكننا أمرنا ببذل الأسباب وهكذا الدعوة إلى الله نتلمس الأسباب المعينة عليها.
تاسعًا: توفر الأسباب المعينة على الدعوة إلى الله –عز وجل- في هذه البلاد وقبول الناس لها وأذكر أن أحد الإخوة ممن يعملون في توزيع الكتب على الحجاج القادمين ذكر أنه قدم حاج من السودان ومعه كتاب قديم قال: فخشيت أن يكون من كتب أهل البدع، فقلت له: أعطني هذا الكتاب فرفض، وبعد مشقة قلت: له أرني الكتاب، فوافق؛ فإذا به دليل الحاج والمعتمر للشيخ عبد العزيز بن باز –رحمه الله- فقلت له نعطيك كتابًا لنفس المؤلف هو كتاب: التحقيق والإيضاح، وتعطينا هذا الكتاب القديم، قال: هذا الكتاب له ما يقارب من عشرين سنة لدى إمام المسجد وكل من أراد الحج يأخذه ثم يعيده إليه ! وهذا الكتاب سعره لا يتجاوز ريالاً واحدًا.
عاشرًا: انصراف الناس إلى الدنيا من تجارة وأسهم وعقار حتى طغت على حياتهم ونسوا ما خلقوا له " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ " [الذاريات: 56].
وأختم بأمر هام وعظيم أن هذه البلاد بلاد الرسالة ومهبط الوحي شئنا أم أبينا والواجب علينا عظيم والمسئولية مضاعفة.
مختارات