" المطلب الأول : الإخلاص سبيل الخواص "
" المطلب الأول: الإخلاص سبيل الخواص "
حقيقة الإخلاص هي: تصفية العمل بصالح النية عن جميع شوائب الشرك قال الله تبارك وتعالى: {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} [الزمر: 3]، وقال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} (معارج القبول) [البينة: 5] وبهذه الحقيقة يتبين أن الإخلاص وحده يقود إلى شفافية القلب وصفاء الروح لأن المؤمن لا يفكر بعده إلا في عظمة ربه ولا يتوجه إلا إلى خالقه فلا يضيره متاعب المثبطين ولا نداء المرجفين ولا يقعده فتور الهابطين، بالإخلاص تتغير النفس وتصفو حتى تكون كالمصباح الزاهر وبه تُغيَّرُ النفس من الواقع المؤلم. وجميل هو قول الإمام ابن القيم: «فالإخلاص سبيل الخلاص»(مفتاح دار السعادة).
والإخلاص يولد العزة الكاملة في القلوب المؤمنة فيحصل بسبب فواته التفرق بين المسلمين واسمع صرخة النورسي حينما خاطب أهل الحق من أصحابه يوم أن ضيعوا حقيقة الإخلاص «... إنكم أصبحتم سببًا لذلة أهل الحق ومسكنتهم هذه، حيث فوَّتم الإخلاص ولم تحصروا مقصدكم في رضا الله تعالى» (مجموعة عصا موسى).
فإذا تفرق المسلمون وتحملت قلوبهم الضغينة أصبحوا قشرًا بلا لب يقول عبد القادر الجيلاني «الإخلاص لب الأقوال والأفعال لأنها إذا خلت منه كانت قشرًا بلا لب والقشر لا يصلح إلا للنار» (الفتح الرباني).
مختارات