" القسم الأول : ما ورد من السنن الفعلية المتعددة في الصلاة "
" القسم الأول: ما ورد من السنن الفعلية المتعددة في الصلاة "
أولا: رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام:
من المواضع التي ترفع فيها اليدان: عند تكبيرة الإحرام لحديث ابن عمر مرفوعا ولفظه: «فرفع يديه حين يكبر حتى يجعلهما حذو منكبيه» (رواه أبو داود، وفي الفتح (2/218).. وصححه النووي).
والسنة وردت في هذه المسألة على وجوه:
1- يرفع مع ابتداء التكبير لحديث ابن عمر السابق.
2- يرفع يديه ثم يكبر لحديث ابن عمر: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام للصلاة رفع يديه حتى تكونا حذو منكبيه ثم كبر (رواه مسلم).
3- أن يكبر ثم يرفع لما روى أبو قلابة: أنه رأى مالك بن الحويرث إذا صلى كبر ثم رفع يديه... وحدث أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل هكذا (رواه البخاري ومسلم).
وإلى أين يرفعهما؟ ورد في ذلك سنتان هما:
1- الرفع إلى حذو المنكبين كما في حديث ابن عمر السابق.
2- الرفع إلى فروع الأذنين لما روى مالك بن الحويرث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا كبر رفع يديه حتى يحاذي بهما أذنيه وإذا ركع رفع حتى يحاذي بهما أذنيه وإذا رفع رأسه من الركوع فقال: «سمع الله لمن حمده» فعل مثل ذلك (رواه مسلم).. وفي لفظ: حتى يحاذي بهما فروع أذنيه(رواه مسلم).
ثانيا: كيفية قبض اليدين أثناء القيام:
السنة أن يضع يده اليمنى على يده الشمال وهذه من السنن التي وردت على وجوه متنوعة:
1- القبض: أي أن يقبض كوع يسراه بيمينه ويجعلها تحت سرته، ويدل لذلك حديث وائل بن حجر قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان قائما قبض بيمينه على شماله (رواه أبو داود والنسائي وصححه الألباني في " صفة الصلاة ص(88).
2- وضع اليد اليمنى على الذراع اليسرى لحديث سهل بن سعد قال: (كان الناس يؤمرون أن يضع الرجل يده اليمنى على ذراعه اليسرى في الصلاة (رواه أحمد وأبو داود والنسائي وصححه ابن حبان (485) موارد، والألباني رحمه الله في صفة الصلاة ص(88)).
3- وضع اليد اليمنى على ظهر كفه اليسرى والرسغ والساعد لحديث وائل بن حجر: (فكبر ورفع يديه حتى حاذتا أذنيه ثم وضع يده اليمنى على ظهر كفه اليسرى والرسغ والساعد) (رواه أحمد وأبو داود والنسائي وصححه ابن حبان (485) موارد، والألباني رحمه الله في صفة الصلاة ص(88).
فرع: الكوع: طرف الزند الذي يلي الإبهام والجمع أكواع.. فالذي يلي الخنصر يقال له الكرسوع، والذي يلي الإبهام يقال له الكوع وهما عظمان متلاصقان في الساعد أحدهما أدق من الآخر وطرفهما يلتقيان عند مفصل الكف (المصباح المنير 2/544).
ثالثا: رفع اليدين عند الركوع:
رفع اليدين عند الركوع سنة على الصحيح كما ذهب إلى ذلك جمهور العلماء لقول ابن عمر: (رأيت النبي صلى الله عليه وسلم إذا استفتح للصلاة رفع يديه حتى يحاذي منكبيه وإذا أراد أن يركع وبعد ما يرفع رأسه..) (متفق عليه).
وأما وقت الرفع وحده فعلى سنن متعددة سبق الحديث عنها عند الكلام عن الرفع عند تكبيرة الإحرام.
رابعا: رفع اليدين حال الرفع من الركوع:
هذا هو الموضع الثالث من المواضع التي ترفع فيها الأيدي على الصحيح كما هو مذهب الجمهور بدليل حديث ابن عمر: (رأيت النبي صلى الله عليه وسلم إذا استفتح للصلاة رفع يديه حتى يحاذي منكبيه وإذا أراد أن يركع وبعد ما يرفع رأسه..) (متفق عليه).
وأما وقت الرفع وحده فقد ورد على سنن متعددة سبق الحديث عنها في مسألة الرفع عند تكبيرة الإحرام.
خامسا: وضع الكفين أثناء الجلوس بين السجدتين أو الجلوس للتشهد:
ورد لذلك صفتان:
1- أن يضع الكف اليمنى على الفخذ اليمنى واليسرى على الفخذ اليسرى وتكون أطراف أصابعه عند ركبتيه ويدل لذلك حديث عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قعد يدعو وضع يده اليمنى على فخذه اليمنى ويده اليسرى على فخذه اليسرى.. الحديث) (رواه مسلم).
2- أن يضع كفه اليمنى على ركبته اليمنى واليد اليسرى يلقمها الركبة كأنه قابض لها ويدل لذلك حديث ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قعد في التشهد وضع يده اليسرى على ركبته اليسرى ووضع يده اليمنى على ركبته اليمنى وعقد ثلاثا وخمسين وأشار بالسبابة (رواه مسلم).
سادسا: كيفية وضع الكفين:
أما اليسرى فإنها تكون مبسوطة، مضمومة الأصابع موجهة إلى القبلة، ويكون طرف المرفق عند طرف الفخذ بمعنى لا يفرجها، بل يضمها إلى الفخذ، أو يضعها على الركبة يلقمها إلقاما.
أما اليمنى فلها صفتان:
1- أن يقبض أصابع كفه اليمنى كلها ويشير بأصبعه السبابة ويرمي ببصره إليها، ويضع إبهامه على أصبعه الوسطى واليسرى تكون مبسوطة ودليل ذلك ما رواه علي بن عبد الرحمن المعاوي أنه قال: (رآني عبد الله بن عمر وأنا أعبث بالحصى في الصلاة فلما انصرف نهاني فقال: اصنع كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع، فقلت: وكيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع؟ قال: كان إذا جلس في الصلاة، وضع كفه اليمنى على فخذه اليمنى وقبض أصابعه كلها وأشار بأصبعه التي تلي الإبهام ووضع كفه اليسرى على فخذه اليسرى) (رواه مسلم).
2- أن يقبض الخنصر والبنصر ويحلق بالإبهام مع الوسطى ويشير بالسبابة ويدل على ذلك حديث وائل بن حجر... وفيه (ثم قبض اثنتين من أصابعه وحلق حلقة ثم رفع أصبعه فرأيته يحركها يدعو بها) (رواه الإمام أحمد من حديث وائل بن حجر بسند قال فيه صاحب الفتح الرياني أنه جيد ورواه أبو داود، والنسائي وابن خزيمة (موارد) وابن الجارود في المنتقى).
سابعا: وضع اليدين أثناء السجود:
ورد لوضع اليدين أثناء السجود صفتان:
1- أن تكونا حذو منكبيه ويدل لذلك حديث أبي حميد الساعدي –رضي الله عنه- ولفظه عند أبي داود: (ثم سجد فأمكن أنفه وجبهته ونحى يديه عن جنبيه ووضع كفيه حذو منكبيه) (رواه أبو داود وسكت عنه، والترمذي وقال: حسن صحيح، والبخاري في قرة العين، والبيهقي وصححه الألباني رحمه الله تعالى في الإرواء).
2- أن يسجد بينهما –أي يضع رأسه بينهما- ويدل لذلك حديث وائل بن حجر –رضي الله عنه- ولفظه: (فلما سجد، سجد بين كفيه) (رواه مسلم).
ثامنا: الجلسة بين السجدتين:
السنة في ذلك أن يجلس مفترشا –ينصب رجله اليمنى وتكون أصابع الرجل إلى القبلة ويجلس على اليسرى- ويدل لذلك حديث أبي حميد الساعدي مرفوعا وفيه (وإذا جلس في الركعتين جلس على رجله اليسرى ونصب اليمنى) (رواه البخاري).
وفي حديث عائشة: (وكان يقول في ركعتين التحية وكان يفرش رجله اليسرى وينصب اليمنى) (رواه مسلم).
وأحيانا ينصب قدميه ويجلس على عقبيه ويدل لذلك ما رواه ابن جريج قال: (أخبرني أبو الزبير أنه سمع طاوسا يقول: قلنا لابن عباس في الإقعاء (والصحيح أن الإقعاء المنهي عنه وهو أن يلصق ركبتيه بالأرض وينصب ساقيه ويضع يديه على الأرض فهذا هو الإقعاء المنهي عنه) على القدمين فقال: هي السنة فقلنا له إنا لنراه جفاء بالرجل فقال ابن عباس: بل هي سنة نبيك صلى الله عليه وسلم (رواه مسلم) فلو فعل ذلك أحيانا لكان حسنا جمعا بين الأدلة.
تاسعا: التورك " في التشهد الأخير ":
السنة أن يتورك الإنسان في التشهد الأخير وعلى الصحيح أن التورك إنما يكون في الصلاة التي فيها تشهدان فقط فيفترش في التشهد الأول ويتورك في التشهد الثاني، والتورك ورد على صفات هي:
1- يفرش رجله اليسرى وينصب اليمنى ويخرجهما عن يمينه ويجعل أليتيه على الأرض ويدل لذلك حديث أبي حميد الساعدي –رضي الله عنه- وفيه: (..... فإذا جلس في الركعتين جلس على رجله اليسرى ونصب اليمنى وإذا جلس في الركعة الآخرة قدم رجله اليسرى ونصب اليمنى وقعد على مقعدته) (رواه البخاري).
2- أن يفرش اليمنى ويدخل اليسرى بين فخذ وساق الرجل اليمنى ويدل على ذلك حديث عبد الله بن الزبير رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجعل قدمه اليسرى بين فخذه وساقه ويفرش قدمه اليمنى) (رواه مسلم).
3- أن يفرش القدمين جميعا ويخرجهما من الجانب الأيمن ويدل لذلك حديث أبي حميد الساعدي –رضي الله عنه- وفيه: (... قال ويفتح أصابع رجليه إذا سجد ثم يقول (الله أكبر) ويرفع يديه ويثني رجله اليسرى فيقعد عليها ثم يصنع في الأخرى مثل ذلك –فذكر الحديث- قال: حتى إذا كان في السجدة التي فيها التسليم أخر رجله اليسرى وقعد متوركا على شقه الأيسر).
زاد أحمد: قالوا: صدقت هكذا كان يصلي ولم يذكروا في حديثهما الجلوس في الثنتين كيف جلس(رواه أبو داود، وابن حبان، والبيهقي عن أبي حميد وصححه الألباني في صفة الصلاة).
مختارات