فضل اهل العلم
لا شك أن الله تعالى شرف من حمَّلهم هذا العلم فأولا: استشهد بهم على وحدانيته في قوله تعالى: "سورة آل عمران (سورة رقم: 3)؛ آية رقم:18" href="http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=3%20&nAya=18" target="_blank"> شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ
لم يذكر بعد ملائكته إلا: أولو العلم؛ لأن علمهم يحملهم على أن يشهدوا لله تعالى الشهادة الصحيحة، الشهادة الواجبة بأنه
"سورة آل عمران (سورة رقم: 3)؛ آية رقم:6" href="http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=3%20&nAya=6" target="_blank"> لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
وأنه القائم بالقسط؛ لأنهم عرفوا ربهم سبحانه وتعالى بآياته التي نصبها في مخلوقاته؛ دليلا على عظمته، ودليلا على قدرته، وعظيم سلطانه، فلما علموا هذا العلم صح أنهم الذين ينطقون بالشهادة، والذين يعملون بها، والذين يعلِّمونها، والذين يبذلون ما في وسعهم من العلم في تعليم الجهال، ونحوهم.
كذلك أيضا خصهم الله تعالى بأنهم أهل خشيته، قال الله تعالى: "سورة فاطر (سورة رقم: 35)؛ آية رقم:28" href="http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=35%20&nAya=28" target="_blank"> إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ
إنما: للحصر، كأنه قال: لا يخشاه حق خشيته إلا العلماء - جعلنا الله وإياكم من الذين يخشون الله حق خشيته، ويخافونه حق خوفه، ويعبدونه حق عبادته - وهذه بلا شك ميزة كبيرة، وشرف عظيم لأهل الخشية أنهم أهل العلم، وأن غيرهم من أهل الجهل لا يعرفون ربهم، ولا يعرفون ما يستحقه، فلا يخافون من عذابه، ولا يخشون من سطوته؛ وذلك لنقصهم في العلم، ولنقصهم في التصور، فكانت الخشية إنما تكون من أهل العلم.
ثم إنها شرف، وميزة، وفضل عظيم لأهل العلم أنهم أهل الخشية؛ وذلك لأن أهل الخشية: هم أهل الجزاء، وهم أهل الأجر، وهم أهل الجنة، لا ينالها إلا هم، دليل ذلك قول الله تعالى: "سورة البينة (سورة رقم: 98)؛ آية رقم:8" href="http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=98%20&nAya=8" target="_blank"> جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ
أي: ذلك الجزاء كله لمن خشي ربه، الذين يخشون ربهم هم أهل العلم،
"سورة فاطر (سورة رقم: 35)؛ آية رقم:28" href="http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=35%20&nAya=28" target="_blank"> إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ
هذا شرف لهم، وفضل، ولكن هذا إنما يكون لأهل العلم الصحيح، ليس كل علم يسمى علما فإنما العلم علم الديانة، وعلم الشريعة، والعلم الذي علمه ربنا سبحانه لأنبيائه، وبلَّغه أنبياء الله تعالى إلى أممهم، فهذا هو الذي يحصل به الشرف، ولأجل ذلك نفى الله تعالى العلم عن أهل الدنيا في قوله تعالى:
"سورة الروم (سورة رقم: 30)؛ آية رقم:6 آ2= 7" href="http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=30%20&nAya=6" target="_blank"> وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ
فنفى أن يكون معهم علم، ونفى أن يسموا علماء، ولو كانوا مفكرين، ولو كانوا مخترعين، فإن ذلك لا يصلح أن يطلق عليه العلم.