" القسم الثاني : ما ورد من السنن القولية في الصلاة "
" القسم الثاني: ما ورد من السنن القولية في الصلاة "
أولاً: دعاء الاستفتاح:
قال ابن هبيرة في الإفصاح (1/124) وأجمعوا على أن دعاء الاستفتاح في الصلاة مسنون إلا مالكا فإنه قال: (ليس بسنة...) وللاستفتاح صيغ متنوعة، وسنورد جملة منها لحفظها والعمل بها.
الاستفتاح الأول: استفتاح عمر المعروف: (سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك) (رواه مسلم بسند فيه انقطاع، وأخرجه عبد الرزاق، وابن أبي شيبة من عدة طرق متصلا ومنقطعا وابن خزيمة، وابن حزم في المحلى، والحاكم متصلا وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وأخرجه الدارقطني والبيهقي مرفوعا ورجحا الموقوف وكذا أخرجه الطبراني في الأوسط مرفوعا وقد رواه أبو سعيد مرفوعا).
الاستفتاح الثاني: ما ورد في حديث أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كبر للصلاة سكت هنيهة فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة ما تقول؟ قال: «أقول: اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد» (متفق عليه).
الاستفتاح الثالث: ما ورد في حديث أنس –رضي الله عنه- أن رجلا جاء فدخل الصف وقد حفزه النفس فقال: (الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه) وفيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقد رأيت اثني عشر ملكا يبتدرونها أيهم يرفعها» (رواه مسلم).
الاستفتاح الرابع: ما ورد في حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: بينما نحن نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال رجل من القوم: (الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا) وفيه قال صلى الله عليه وسلم: «عجبت لها فتحت لها أبواب السماء»(رواه مسلم).
الاستفتاح الخامس: ما ورد في حديث علي في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قام إلى الصلاة قال: «وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين، اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت، أنت ربي وأنا عبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنبي، فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك والخير كله في يديك والشر ليس إليك أنا بك وإليك تباركت وتعاليت أستغفرك وأتوب إليك» (رواه مسلم).
الاستفتاح السادس: ما ورد في حديث عائشة قالت: كان –أي النبي صلى الله عليه وسلم- إذا قام من الليل افتتح صلاته: «اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون؛ اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم» (رواه مسلم).
الاستفتاح السابع: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، ذي الملكوت والجبروت والكبرياء والعظمة (رواه أحمد وأبو داود واللفظ له والنسائي والطيالسي والطحاوي في المشكل وقد صححه ابن القيم في الهدى والألباني في صفة الصلاة).
الاستفتاح الثامن: حديث ابن عباس: «اللهم لك الحمد أنت قيم السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت ملك السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت نور السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت ملك السموات والأرض أنت الحق ووعدك الحق ولقاؤك الحق وقولك الحق والجنة حق والنار حق والنبيون حق ومحمد صلى الله عليه وسلم حق والساعة الحق، اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت ولا إله غيرك» (رواه البخاري ومسلم).
الاستفتاح التاسع: منها ما رواه عاصم بن حميد قال: سألت عائشة بأي شيء كان يفتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم قيام الليل؟ فقالت: كان إذا كبر كبر عشرا وحمد الله عشرا، ويسبح الله عشرا، وهلل عشرا، واستغفر عشرا، وقال: «اللهم اغفر لي، واهدني وارزقني» ويتعوذ من ضيق المقام يوم القيامة (رواه أحمد وأبو داود واللفظ له، والنسائي، وابن ماجة، وصححه الألباني في صفة الصلاة).
تنبيه:
بالنسبة للاستفتاحات الطويلة يقولها الإنسان في صلاة الليل؛ لأنها محل الطويل ويقولها إن شاء إذا صلى وحده، أما إذا كان إماما فقد يشق على المأموم أن يبقى ساكنا في بعض الاستفتاحات الطويلة، وإذا كان صلى الله عليه وسلم يستفتح بما أخبر به أبا هريرة وهو يصلي بالجماعة فهو صلى الله عليه وسلم خير أسوة لنا.
مختارات