" الطبيب والمفاجآت "
" الطبيب والمفاجآت "
كانت تشتكي ألمًا في أذنها فذهبت للمستشفى وبعد الكشف قرر الطبيب حاجتها لعملية جراحية، فراجعت نفسها وكرهت كشف وجهها فامتنعت وأبت، عندها تذكر الطبيب امرأة أخرى فعلت مثلها فتبسم وقال: إن كنت لا تريدين العملية فكوني مثل تلك المرأة الكبيرة في السن التي جاءت إلي وكشفت عليها فإذا هي تحتاج لعملية ترقيع الطبلة فلما أخبرتها بكت وقالت يا طبيب: والله لا أكشف حجابي لغير محارمي، فشرحت لها أن حالتها تستدعي ذلك ولا ينفع لها العلاج، فازدادت إصرارًا وإباءً فأعطيتها موعدًا آخر علها تراجع نفسها وتوافق على العملية وجاء الموعد وحضرت وكأني بها تناجي ربها وتطلبه الشفاء العاجل، ولما جلست على السرير وكشفت عليها كانت الحقيقة التي أذهلتني وزادت من إيماني لقد نظرت إلى الأذن فإذا هي سليمة مائة بالمائة فتحيرت وسألتها مستفهمًا ما لخبر؟ فقالت: منذ أن خرجت منك وأن أدعو الله – تعالى – أن يُشفيني لأني أفضل أن أموت ولا يراني أحد غير محرم لي فقلت: إن الله على كل شيء قدير ثم قال لهذه المرأة: وإن كنت ترفضين إجراء العملية فادعي الله – تعالى – والتجئي إليه بصدق بأن يشفيك ويكشف ما بك فقالت المرأة: ومن يكون مثل تلك العجوز فلعلها عابدة صوامة قوامة ولكن سأدعو ربي ثم خرجت من عنده وبدأت بالدعاء والابتهال إلى الله – تعالى – أن يشفيها ويكشف ما بها ومضت الأيام وحان الموعد فذهبت للطبيب الذي كان بانتظار المفاجأة الثانية وبدأ بالكشف عليها – وكأني به يرتجف قلبه أملاً في تحقيق رغبتها – فانشرح صدره لما كشف عليها، وقال مبشرًا ومستبشرًا وذاكرًا الله – تعالى -: إن الأذن بريئة تمامًا ولله الحمد ففرحت المرأة ولهج لسانها بقول: لك الحمد يا رب فأنت على كل شيء قدير، ثم قالت للطبيب: إني لزمت الدعاء فشفاني العليم الخبير القريب المجيب.
مختارات