" خاف من الله وتركها "
" خاف من الله وتركها "
قال الحسن البصري: كانت امرأة بغيٌّ قد فاقت أهل عصرها في الحسن لا تمكن من نفسها إلا بمائة دينار، وإن رجلا أبصرها فأعجبته فذهب فعمل بيديه وعالج، فجمع مائة دينار، فجاء فقال: إنك قد أعجبتني فانطلقتُ فعملت بيدي وعالجت حتى جمعت مائة دينار فقالت: ادفعها إلى القهرمان حتى ينقدها ويزينها، فلما فعل قالت: ادخل وكان لها بيت منجد وسرير من ذهب فقالت: هلمّ لك، فلما جلس منها مجلس الخائن تذكر مقامه بين يدي الله فأخذته رعدة وطفئت شهوته فقال: اتركني لأخرج ولك المائة دينار فقالت: ما بدا لك وقد رأيتني كما زعمت فأعجبتك فذهبت فعالجت وكدحت حتى جمعت مائة دينار فلما قدرت عليَّ فعلت الذي فعلت؟ فقال: ما حملني على ذلك إلا الفرق من الله، وذكرت مقامي بين يديه قالت: إن كنت صادقًا فما لي زوج غيرك. قال: ذريني لأخرج قالت: إلا أن تجعل لي عهدًا أن تتزوجني، فقال: لا حتى أخرج قالت: عليك عهد الله إن أنا أتيتك أن تتزوجني قال: لعل، فَتَقَنَّعَ بثوبه ثم خرج إلى بلده، وارتحلت المرأة بدنياها نادمة على ما كان منها حتى قدمت بلده فسألت عن اسمه ومنزله فدلت عليه، فقيل له: الملكة جاءت بنفسها تسأل عنك فلما رآها شهق شهقة فمات، فأسقط في يدها فقالت: أما هذا فقد فاتني أما له من قريب؟ قيل: بلى أخوه رجل فقير فقالت: إني أتزوجك حبًا لأخيك قال: فتزوجته فولدت له سبعة أبناء.
مختارات