" ما هي أسباب النميمة؟ "
" ما هي أسباب النميمة؟ "
للنميمة أسباب كثيرة منها:
1- فساد القلب: وفساد القلب فساد للبدن، كما في الحديث: «ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد، وإذا فسدت فسد الجسد، إلا وهي القلب» ولما فسد القلب فسد القول، وفسد التعامل وفسدت حياة هذا الإنسان وفسد المجتمع كله.
2- فساد اللسان: لأن اللسان هو الذي ينقل النميمة، ولو أن هذا اللسان سليم لسلم الناس من سوئه وشره، وقد بين- عليه الصلاة والسلام- أن المسلم الحقيقي من سلم المسلمون من لسانه ويده، وضمن لمن يحفظ ما بين فكيه الجنة، وبيَّن أن أخوف ما يخاف على الإنسان منه اللسان.
3- عدم مراقبة الرب: فلما نسي العبد ربه ولم يراقبه نسيه الله وأنساه نفسه، فليس النسيان من الله الذهول، ولكن النسيان من الله من باب المشاكلة والمقابلة ومن باب تركه في العذاب أو من باب إنساء العبد نفسه.
4- الجهل: والجهل داء خطير، وعند الناس جهل بأحكام النميمة وأضرارها، أما الجهل بأحكامها: فالنميمة كبيرة من الكبائر وموبقة من الموبقات، ومهلكة من المهلكات قد يأتي صاحبها يوم القيامة وليس معه من الحسنات شيء، يأخذها الغرماء، وأما أضرارها: فهي عذاب دائم، ورحم الله من قال: " يفسد النمام في ساعة ما لا يفسده الساحر في سنة "، هل هناك أفسد من الساحر؟ قالوا يفسد النمام في ساعة ما لا يفسده الساحر في سنة ورحم الله من قال: " عمل النمام أشد من عمل الشيطان "، عمله- أي الشيطان- بالوسوسة والخيال، وأما عمل النمام فبالمواجهة والعيان.
5- حب النمام الإضرار بالغير: من باب التشفي والانتقام، وما علم أن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله، وما علم أن كل نفس بما كسبت رهينة، وقد قال صلى الله عليه وسلم لابن عباس لما ركب خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا: «يا غلام... واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفَّت الصحف»(لترمذي وصححه الألباني).
6- إظهار النمام حبه لمن نمَّ إليه: والحقيقة أنه ليس مُحبًا له؛ لأنه جنى عليه جنايات كثيرة.
فأولا: تجرأ عليه بالمعصية.
والأمر الثاني: أفسد عليه قلبه.
والأمر الثالث: بغَّض إليه إخوانه.
وأعجبني كلام لأحد الحكماء، جاءه أحد النمامين فوشي عنده على آخر -أي: (نمَّ)- فقال له الحكيم: " لقد تأخرت في الزيارة "، وقوله: تأخرت في الزيارة يقول: والله إنك ثقيل عليَّ، وإنك ثقيل في زيارتك، يعني: قم، وبغَّضت إليَّ أخي، وأفسدت وأشغلت عليَّ قلبي، واتهمت نفسك بهذه الأمور.
7- الجلوس في مجالس أهل السوء: والسماع منهم والاحتذاء بهم، والاقتداء بما يقولون، والسير على نهجهم، وما شابه ذلك.
8- ضعف الإيمان: ولو قويَ الإيمان لحال بينه وبين النميمة؛ لأن الإيمان أمن في الدنيا والآخرة، أمنٌ على القلوب وعلى الأبدان وعلى الأعمال.
9- الرغبة في الدنيا والزهد في الآخرة: ولو ذكر أن الدنيا قد ارتحلت مدبرة، وأن الآخرة قد ارتحلت مقبلة، لترك النميمة.
10- عدم النصيحة وموافقة النمام والأخذ بقوله.
11- الكبر والتعالي على الناس: ويكفي أنه لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر.
مختارات