" العزيز "
" العزيز "
العزيز: الذي له العزَّةُ كُلُّها بمعانيها الثَّلاث:
1- عزَّةُ القُوَّة: الدالّ عليها من أسمائه القويُّ المتين؛ وهي وَصْفُه العظيمُ الذي لا تُنْسَبُ إليه قُوَّةُ المخلوقات وإن عظمت.
2- عزَّةُ الامتناع: المنيع الذي لا يُنَالُ ولا يُرام جانبه؛ فهو الغنيُّ بذاته فلا يحتاج إلى أحد، ولا يبلغ العبادُ ضره فيضرونه، ولا نفعه فينفعونه؛ بل هو الضَّارُّ النَّافعُ المعطي المانع؛ فمُمْتَنعٌ أن ينالَه أحدٌ من المخلوقات.
3- عزَّةُ الغَلَبة: قَهَرَ جميعَ الكائنات ودانت له الخليقةُ وخَضَعَتْ لعظمته.
أثر الإيمان بالاسم:
لله – تعالى - جميعُ معاني العزَّة يمنعها ويَهَبُها لمن يشاء؛ " تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ " [آل عمران: 26].
- يريد – سبحانه - أن يُنَبِّهَ ذوي الأَقْدار والهمم من أين تُنالُ العزَّةُ؛ فمَنْ طَلَبَ العزَّةَ من الله وصَدَقَه في طَلَبها بافتقار وخضوع وَجَدَها عندَه غير ممنوعة ولا محجوبة؛ " وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ " [المنافقون: 8].
- أَعَزَّ اللهُ كتابَه؛ " وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ " [فصلت: 41] لأنه كلامه؛ فكلامُه عزيزٌ مُحْكَمٌ محفوظٌ من الباطل.
- صور عزَّته لأنبيائه - عليهم السلام - جاءت في قصصهم التي وردت في القرآن؛ أمَّا صُوَرُ عزَّته للمؤمنين فقد وردت في مواضع؛ منها: " إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا " [الحج: 38].
- إدراكُ معاني الاسم والإيمان به يعطي المسلم شجاعةً وثقةً كبيرةً به؛ " سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ " [الصافات: 180]؛ فالعزيزُ في الدُّنيا والآخرة مَنْ أَعَزَّه الله.
- مَنْ طَلَبَ العزَّةَ في الدُّنيا والآخرة فَلْيَطْلُبْها من ربِّ العزَّة؛ " مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا " [فاطر: 10].
- مَنْ كان يُحبُّ أن يكونَ عزيزًا في الدَّارَيْن فَلْيَلْزَمْ طاعةَ الله – تعالى ؛ فإنَّه يَحْصُلُ له مقصوده؛ وبذلك تَعْلَمُ ضلالَ مَنْ بَحَثَ عن العزَّة عند غير الله تعالى المنفرد بالعزَّة؛ حيث يوكله إلى مَنْ طَلَبَها عنده، وهم لا عزَّةَ لهم أو عندهم؛ " الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا " [النساء: 139].
- من أسباب العزَّة العفوُ والتَّواضُعُ؛ قال صلى الله عليه وسلم: «مَا زاد اللهُ عبدًا بعفو إلَّا عزًّا» (مسلم) فمن عفا عن أمر مع قدرته على الانتقام عظم ثوابُه وقَدْرُه.
- العزَّةُ هي لنفس الإنسان؛ لا ليمارسها على غيره من المؤمنين، ولا ليطغى بها كما طغى ابنُ سَلول كبيرُ المنافقين: " يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ " [المنافقين: 8] أي ليخرجنَّ منها الجليلُ الذَّليلَ.
- مدح – تعالى - أقوامًا أدركوا معنى العزَّة التي حازوها: " أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ " [المائدة: 54]؛ متَّبعين في ذلك هديَ الرَّسول صلى الله عليه وسلم الذي أمره تعالى: " وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ " [الحجر: 88].
- مَنْ حاز العزَّةَ وعرف معناها حقًّا فاز بحبِّ الله؛ " فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ " [المائدة: 54]؛ فينخلع من قلبه عزَّةُ المخلوق، ومن لسانه تعظيمه، ومن يديه خدمته إلا ما حَضَّ الشَّرعُ عليه.
مختارات