" الاستغفار في الاصطلاح الشرعي "
" الاستغفار في الاصطلاح الشرعي "
تنوعت عبارات العلماء في تعريف الاستغفار، وتعددت كلماتهم فيه، وكلها تهدف إلى الكشف عن حقيقة وبيان معناه الشرعي فالاستغفار من طلب الغفران، والغفران: تغطية الذنب بالعفو عنه، الغفر الستر، ومنها قال الطبري –رحمه الله- " الاستغفار معناه: طلب العبد من ربه غفران ذنوبه " (تفسير الطبري) لكن يرد على هذا التعريف أنه لم يبين الأدعية التي يطلب بها الغفران، فتعريفه هذا تعريف مطلق، فأي استغفار دعا به المستغفر سواءً كان مأثوراً عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أو غير مأثور عنهما فإن هذا التعريف يشمله.
وقال أهل الكلام: " الاستغفار طلب المغفرة بعد رؤية قبح المعصية، والإعراض عنها ".
وعرفه شيخ الإسلام ابن تيمية بقوله: " الاستغفار هو طلب المغفرة، وهو من جنس الدعاء، والسؤال، وهو مقرون بالتوبة في الغالب، ومأمور به، لكن قد يتوب الإنسان ولا يدعو، وقد يدعو ولا يتوب " (منهاج السنة النبوية لابن تيمية).
والاستغفار في القرآن الكريم على وجهين: أحدهما نفس الاستغفار، ومنه في سورة هو: " وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ " (سورة هود: 90).
وفي سورة يوسف: " وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ " (سورة يوسف: 29).
وفي سورة نوح: " اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ " (سورة نوح: 10).
والثاني: الصلاة ومنه سورة آل عمران: " وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ " (سورة آل عمران: 17).
وفي سورة الأنفال: " وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ " (سورة الأنفال: 33)، وفي سورة الذاريات: " وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ " (سورة الداريات: 18)، وقد ذهب إلى أن الآية التي في سورة هود والتي في سورة نوح بمعنى التوحيد.
مختارات