ما الذي يستحب فعله عند الانتقال إلى المسكن الجديد؟
ماذا يجب على المرء أن يفعل عند شرائه أو انتقاله لمنزل جديد؟. هل يقوم مثلا بدعوة آخرين للطعام؟. أو الأذان في أركان المنزل الأربعة؟. أو قراءة سور مخصوصة وما إلى ذلك؟.
الجواب:
الحمد لله
لا يشرع عند الانتقال إلى مسكن جديد الأذان في أركانه الأربعة، أو في أي ركن منها، ولا قراءة سور مخصوصة، أو تلاوة أوراد معينة، حيث لا دليل على شيء من ذلك في السنة.
قال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله:
" ومن البدع: التخصيص بلا دليل، بقراءة آية، أو سورة في زمان أو مكان أو لحاجة من الحاجات، وهكذا قصد التخصيص بلا دليل " انتهى.
" بدع القراءة " (ص/14).
ولا حرج على المسلم أن يؤذن في بيته أو أن يقرأ فيه القرآن لطرد الشياطين، وخاصة سورة البقرة ؛ لأن الشيطان يفر من البيت تقرأ فيه سورة البقرة، دون أن يكون ذلك مخصوصا بوقت الانتقال إلى المسكن الجديد فقط.
روى مسلم (780) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنْ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ).
أما عمل وليمة لذلك: فلا بأس به إذا قصد بها شكر النعمة، وحصول السرور باجتماع الإخوان والمعارف والجيران على الطعام.
جاء في " الموسوعة الفقهية " (8 / 207)
" الْوَلِيمَةُ لِلْبِنَاءِ مُسْتَحَبَّةٌ، كَبَقِيَّةِ الْوَلاَئِمِ الَّتِي تُقَامُ لِحُدُوثِ سُرُورٍ أَوِ انْدِفَاعِ شَرٍّ " انتهى.
وينبغي أن يعلم أن هذا الإطعام ليس سبباً لحصول السلامة لمن سكن البيت أو حلول البركة فيه.
فلا يعدو هذا الإطعام أن يكون شكراً لله تعالى على نعمته بتيسير هذا السكن.
وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله عن الذبح عند اكتمال البناء أو انتصافه فقال:
" هذا التصرف فيه تفصيل: فإن كان المقصود من الذبيحة اتقاء الجن أو مقصداً آخر يقصد به صاحب البيت، أن هذا الذبح يحصل به كذا وكذا كسلامته وسلامة ساكنيه فهذا لا يجوز، فهو من البدع، وإن كان للجن فهو شرك أكبر ؛ لأنها عبادة لغير الله.
أما إن كان من باب الشكر على ما أنعم الله به عليه من الوصول إلى السقف أو عند اكتمال البيت فيجمع أقاربه وجيرانه ويدعوهم لهذه الوليمة: فهذه لا بأس بها، وهذا يفعله كثير من الناس من باب الشكر لنعم الله حيث منَّ عليهم بتعمير البيت والسكن فيه بدلاً من الاستئجار. ومثل ذلك ما يفعله بعض الناس عند القدوم من السفر يدعو أقاربه وجيرانه شكراً لله على السلامة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قدِم من سفر نحر جزوراً ودعا الناس لذلك، عليه الصلاة والسلام " انتهى.
" مجموع فتاوى ابن باز " (5 / 388).
وقال الشيخ الفوزان حفظه الله:
" لا بأس بعمل الوليمة بمناسبة النزول في بيت جديد لجمع الأصدقاء والأقارب إذا كان هذا من باب الفرح والسرور، أما إن صاحب ذلك اعتقاد أن هذه الوليمة تدفع شر الجن، فهذا العمل لا يجوز ؛ لأنه شرك واعتقاد فاسد، أما إذا كان من باب العادات فلا بأس به " انتهى.
" المنتقى من فتاوى الفوزان " (94 / 16)
وينبغي لصاحب المسكن الجديد أن يشكر نعمة الله عليه بتيسير هذا السكن، فيحرص على أن يكون هذا البيت مكان خير وصلاح وعبادة وذكر لله واجتماع للإخوان على مدارسة القرآن والعلم والتزاور في الله، ونحو ذلك من أعمال البر، وأن لا يكون محلاً للمعصية، فلا يستغله إلا في مرضاة الله.
والله تعالى أعلم
مختارات