" رسالة إلى أصحاب الفيـديـو "
" رسالة إلى أصحاب الفيـديـو "
أيها الأخ الحبيب..هذه رسالتي إليك:
* فإن كنت ممن تخاطبه هذه الرسالة فهو حديث الحب والنصح إليك.
* وإلا تكن أنت ذاك فأنت تعرف من تخاطبه هذه الرسالة، فإذا بك تتحمل مسؤولية إبلاغها إليه.
هذه الرسالة: أخاطب بها الأخ الذي ضاقت في عينه سبل الرزق فلم يرها إلا من خلال ثغرة مظلمة وهي:
المتاجرة بأفلام الفيديو فآثر أن يسترزق من هذه الثغرة وأن يلج إليه رزقه من خلال هذا النفق المظلم.
* أخاطبك أيها الأخ وأملي كبير أن تقرأ هذه الكلمات لا على أنك في قفص الاتهام، ولكن على أن قلبي يهاتف قلبك بكل الحب لك، والنصح لك، والغيرة عليك.
* أملي أن تقرأ هذه الكلمات بنفس الهدوء الذي كتبت به بعيدًا عن الانفعال أو اتخاذ موقف متوتر قبل الانتهاء من قراءتها.
وهي كلمات – أيها الأخ المسلم – أخاطب بها إيمانك بالله ورسولهصلى الله عليه وسلم.
أخاطب فيها يقينك باليوم الأخر حيث تجزى كل نفس بما كسبت، يفرح فيه المرء بكل خير قدمه، ويندم ندمًا عظيمًا على كل ذنب اكتسبه، فما أحوجنا يا أخي الكريم للاستعداد للقاء الله بالتوبة من كل ما يكرهه سبحانه، وبالتعاون جميعًا على فعل الخيرات حتى نكون مجتمعًا يحبه الله ورسوله ويرضى عنه الله، ويسعد أفراده بالأمن والإيمان والفضيلة والمحبة.
أخي الكريم..
* كان عليك واجب تجاه نفسك بإنقاذها من النار، التي أخبرك نبيك وحبيبك، صلى الله عليه وسلم، أن أهون أهلها عذابًا رجل توضع تحت أخمص قدميه جمرتان يغلي منهما دماغه.
* فإن عليك واجبا أيضًا تجاه أمه الإسلام العظيمة بالمشاركة في حمايتها من أعدائها الذي يريدون لها الهوان والمذلة فيكيدون لزعزعة عقيدتها، وتدمير أخلاقياتها، وإشغالها عن رسالتها السامية التي كانت بها خير أمة أخرجت للناس.
أخي الكريم..
* إنني أفهم جيدًا سبب الانحطاط الأخلاقي لدى الغرب لأنه يعيش لدنياه في فراغ روحي قاتل، يلهث وراء شهوته، يستميت في سبيل متعته، يبحث عن الجنس فينشئ من أجل ذلك المدن السينمائية.
* وأفهم – وتفهم أنت أيضًا – كيف يغري أولئك المرأة لتتخلى عن حيائها بالكامل ثمنًا للشهوة؛ لا سيما واليهود وراء ذلك حقدًا على العالم كله.
* وأفهم – وتفهم أنت أيضًا – كيف يقلدهم في ذلك من هان عليهم دينهم من المنتسبين إلى الإسلام، فينتجون للأمة الأفلام الرخيصة السمجة، ويروجونها بمشاهد الإغراء وإثارة الغرائز، طلبًا للمادة ولو كان ثمن هذه المادة وربحها فساد آخرتهم، وإغراق الأمة في مستنقع الرذيلة.
" إِنَّ هَؤُلَاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلًا " [الإنسان: 27].
لكنك أيها الأخ الكريم ابن هذا البلد الطيب شيء آخر، أنت بإيمانك شيء آخر، دينك لا تبيعه بالمال، وغضب الله – جل جلاله – ليس بالأمر الهين على قلبك، وإغواء إخوانك من شباب الإسلام لا ترضى أن يفعله أحد غيرك فكيف ترضى – أخي – أن تكون أنت الفاعل لذلك؟!.
أيها الأخ الكريم..
إن طرق الكسب الحلال كثيرة ومتيسرة في هذه الأرض المباركة.
* وإني أتساءل وينبغي أن تتساءل كيف يأكل الوافدون إليها المال الحلال، وأنت ابن الأرض صاحب هذا البلد تطعم زوجتك وأولادك لقمًة حرامًا؟! " قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ " [المائدة: 100].
* وإني أتساءل وينبغي أن تتساءل أيضًا كيف انتقاك الشيطان من بين كل الناس لتروج له بضاعته من الأفلام التي أنت أعلم منا بمستواها ومحتواها ليصد بها المسلمين عن ذكر الله، وينسيهم ما خلقوا من أجله؟! " إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ " [فاطر: 6].
أيها الأخ الكريم..
إن هذه الأفلام أفلام قد عيانتها، وقد تعاملت معها فلن أضيع وقتي ووقتك في الحديث عما فيها، فأنت أعلم بالرذيلة التي شحنت بها هذه الأفلام شحنا، وبالجراثيم التي تبثها هذه الأفلام، فتنتج أوبئة تفتك بالمجتمع فتكًا.
أخي..
* هل طرأ على ذهنك يومًا أنك قد تكون شريكًا في جريمة قتل كان القاتل قد تعلمها من شريط هو بضاعتك؟!.
* وهل فكرت أنك يمكن أن تكون شريكًا في فاحشة هيأت وسائلها أشرطتك وأعطت فيها دروسًا خصوصية؟! بل لماذا لا يكون قلبك الحي خائفًا من كل انحراف يجده في المجتمع عملاً حيًا وهو في أرفف المحل مادة خام؟!.
ثم لا يقف قلبك عند هذا الخوف بل عليه أن يضع جزءًا غير يسير من المسؤولية على مروج المادة الخام لك لتلك الانحرافات، إذا فلماذا التهور في هذا العمل؟!.
أخي..
لماذا تغلق أمامك سُبل الرزق كلها فلا تجد رزقًا إلا في هذا المستنقع الأثيم والمكسب الحرام؟! إنها الغفلة.. نعم الغفلة التي أحببتُ أن أنقذك منها قبل أن تفجعنا المنية فتندم أنت على فعلتك، ونندم نحن على تقصيرنا في واجب نصحك: " وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ " [التوبة: 71].
أخي الكريم..
أنت منا ونحن منك، أنت بيننا ونحن حولك، أيدينا في يدك، وقلوبنا معك، لو فتحتها ما وجدت فيها إلا الحب لك والنصح والغيرة عليك.
فاستيقظ يا أخي وانتهز فرصة حلم الله عنك لتبادر بالتوبة فإن الله يفرح بتوبة عبده، حتى لا تفارق أهلك إلا وأنت قرير العين، وحتى تُحشر إلى ربك وهو – جل جلاله – راض عنك.
وأحذرك التسويف أو العلق بحجج لا تنفعك في قبرك.
أحذرك أن تقول:
انتظر حتى أصفي بضاعتي.. وأنهي التزاماتي.. وأؤمن مستقبلي.. فأنت لست على أمان من يومك فضلاً عن أن تكون على ثقة من غدك.
احذر أن تُصغى إلى قوم فيثبطون من عزيمتك ويثنون عزمتك إن صدقت " وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ * إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا " [الجاثية: 18 – 19].
مختارات