" دوام آثار معاصي القلب "
" دوام آثار معاصي القلب "
كما أن طاعات القلب تصير حالاً مستمرة مع الشخص، فكذلك معاصيه، فالكبر مثلاً هو حال المتكبر، والحسد هو حال الحاسد مستمر معه.
ولما ذكر بعض العلماء شيئًا من الكبائر القلبية، كالكبر، والحسد، والغل، والرياء، قال: (وأمثال هذه يذم العبد عليها أعظم مما يذم على الزنا والسرقة وشرب الخمر ونحوها من كبائر البدن؛ وذلك لعظم مفسدتها وسوء أثرها ودوامه، فإن آثار هذه الكبائر ونحوها تدوم بحيث تصير حالاً وهيئة راسخة في القلب، بخلاف آثار معاصي الجوارح، فإنها سريعة الزوال، تزول بالتوبة والاستغفار والحسنات الماحية والمصائب المكفرة) (الزواجر عن اقتراف الكبائر).
" أعمال القلوب والآفات "
أعمال القلوب تسلم من الآفات لخفائها، فحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وإرادة وجه الله أمر محبوب لله ورسوله مرض لله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
(والأعمال الظاهرة يدخلها آفات كثيرة، ولهذا كانت أعمال القلوب المجردة أفضل من أعمال البدن المجردة كما قيل: قوة المؤمن في قلبه وضعفه في جسمه والمنافق عكسه) (مختصر الفتاوى المصرية لابن تيمية).
ولذا يقرر العز بن عبد السلام أن (أعمال القلوب وطاعتها مصونة من الرياء؛ إذ لا رياء إلا بأفعال ظاهرة ترى أو تسمع، والتسميع عام لأعمال القلوب والجوارح) (قواعد الأحكام).
والمعنى أن محبة الله لا يدخلها الرياء من حيث كونها عملاً قلبيًا، لكن يمكن التسميع بأن يخبر الشخص بأنه يحب الله حبًا عظيمًا؛ ليحمده الناس.
مختارات