" مـرض الإعجـاب "
" مـرض الإعجـاب "
الإعجاب يطلق ويراد به الميل العاطفي الذي ينتاب الفتاة تجاه فتاة أخرى ! وهو سلوك نفسي... فهي فترة الفيض العاطفي عند الفتاة ! إذ بعد مرحلة البلوغ أو في أثنائها تبدأ غريزة العاطفة تربو في وجدان الأخت المسلمة... متزامنة في نموها مع التطور " الفيزيولوجي " العضو في جسد الفتاة... ليشكل التطور الحاصل في الأعضاء، مع التطور العاطفي الجديد... تكاملًا تتفتق منه الأنوثة بكل معانيها الظاهرة والباطنة.
وفي هذه الأثناء... تظل العاطفة فياضة... تشكل نواة جذب الفتاة... بحيث تنجذب دونما إدراك للأشياء الجميلة النادرة... وكأنها تبحث عن شيء تمده بعاطفتها وفيضها الأنثوي المتدفق في وجدانها ! ومن هنا تبدأ... الرغبة في الإعجاب... والاستعداد له! وليس لزاما أن تعجب الفتاة... بفتاة مثلها... بل قد تعجب بامرأة كما قد تعجب... برجل في سن جدها... أو بامرأة في سن أمها... أو بشخصية لا تلتقي معها في السن ولا في العمل ! فسر الإعجاب عند الفتاة في هذه المرحلة يعود إلى شيئين:
الأول: فيض عاطفتها وأنوثتها.
الثاني: حاجتها إلى تفريغ ذلك الفيض المستجد.
وما لم تضع الفتاة حَدًّا لجموح عاطفتها المستجدة في وجدانها فإنها تظل أسيرة لفورانها تنجذب للصور والشخصيات... والأصوات... والمناظر... بسرعة ! وهذا ما يجعلها معجبة ـ أحيانًا ـ بمعلمتها ! وأحيانًا بفتاة مثلها! أو شخصية وهمية يستحيل لقاؤها! كالمشاهير ونحوهم ! والفتاة التي تبتلى بالإعجاب... قد لا تقصد في أول وهلة سلوكَ هذا الطريق... لكونها تنجذب في أول الأمر للشخصيات والصديقات ونحو ذلك في جو غامض لا تظهر ملامح الإعجاب فيه بوضوح... لكن مع تكرار التأمل... وتكرار اللقاء... تتفلت العاطفة من عقالها... لتصنع موقفا نفسيًّا غريبًا يَذُبُّ في أعصاب الفتاة وأحاسيسها... ليشكل لها رغبة غامضة غاية في الغموض... تجاه من تعجب به...تشعر لأول مرة أنها تحب بطريقة غريبة... وتنجذب بروحها وذاتها لمن تحب ! وهنا... حينما تخرج العاطفة عن حَدِّها... يتفلَّت عقال الشهوة الكامنة ليشكل تفلت مزيج من العاطفة والشهوة... انجذابًا للآخر... يسمى الإعجاب.
ولأن الأخت المسلمة تدرك مع الأيام خطأ هذا السلوك وشذوذه... تظل تعاني من صراع حادث في أعماقها بين عاطفتها المصروعة... وحاجتها الممنوعة ! ويظل يتنامى داء الإعجاب في نفسها حتى يودي بها إلى مهاوي الهلاك... فتكون نهايتها أليمة.
وها هي طالبة أصابتها حالة نفسية شديدة، كل ذلك بسبب محبتها لمعلمتها التي كانت لا تعيرها أدنى اهتمام أو مبالاة؛ فقد كانت هذه الطالبة تراسل معلمتها، وأحيانا كانت تحاول محادثتها لتخبرها عن مشاعرها وإعجابها الشديد بها، والمعلمة تحاول تجنبها بقدر المستطاع، وذات يوم قامت هذه المعلمة بإهانة هذه الطالبة، وبينت لها أن المدرسة ما هي إلا مكان لطلب العلم، وليست مكانا لمثل هذه السخافات.
فاشتد حزن هذه الطالبة وكتمت آلامها حتى كانت إذا اشتدت عليها الحالة يصيبها إغماء وغشيان، وتتمتم باسم هذه المعلمة وهي في هذه الحالة.
وأخيرا أصيبت هذه الطالبة بحالة نفسية شديدة أودت بها إلى المستشفى... مستشفى الأمراض النفسية " [فتياتنا والإعجاب، لنوال بنت عبد الله ص51].
أختي المسلمة: فاحذري من هذا المرض الخطير... وتذكري أن حبك لصديقاتك وأخواتك ومعلماتك لا ينبغي أن يكون إلا لله... تحبينهن لما هم عليه من التديُّن والطاعة والالتزام، وأما حبُّ الذوات والأشكال والصور... فهو من تغرير الشيطان ونزواته وتلبيساته.
مختارات