" المعـاكسات "
" المعـاكسات "
أختي المسلمة: إذا تأملنا في الدوافع التي تدفع بعض الفتيات إلى سلوك سبيل المعاكسات وجدناها أحد اثنين:
الأول: هو مجرد الرغبة في اللعب واللهو والعبث، وإشباع الغريزة بالكلام.
الثاني: هو الرغبة في الزواج.
ودون هذين الدافعين دافع هابط هو: الرغبة بالفساد وقتل العفة ! ولسنا عنه نتكلم في هذا الكتاب ! فكثير من البنات ينشدن في أعماقهن العفاف ويخشين على حيائهن وسمعتهن... ويتحرين اجتناب كل شيء يخدش شرفهن... إما خوفا من الله... أو خوفا من كلام الناس وسمعة الأهل والعشيرة ! ولأن الفتاة الراشدة اليافعة تطمح كغيرها في الزواج... وترسم في مخيلتها معالم حياة أسرية هادئة تلعب فيها بطولة الأم والزوجة الصالحة... فإنها تظل مترقبة لذلك اليوم المشهود... حيث يتحقق طموحها وترقبها وشوقها الدفين في أعماقها لذلك الطموح... مع تفاعل شيء من غريزتها الفطرية - هو ما يدفعها أحيانا إلى المغامرة ـ بحذر ـ لأجل تعجيل الأمر ! فتقرر في لحظة غفلة مفاجئة... أو تحت تأثير طبائع الرفقة السيئة خوض المعاكسات والمراسلات... وهنا تبدأ رحلة المساومة على العفاف... تلك البداية التي تكون نهايتها من الحسرة والندامة في غاية النهاية ! وإليك أختي المسلمة قصة تروي مآسي المعاكسات:
" لم يبخل أهلها عليها بشيء يوما ما ؛ بل إنهم يغدقون عليها المال طلبا لسعادتها ؛ لكنها كانت ـ كأي فتاة ـ تطمح للاقتران برجل يضفي على حياتها المودة والرحمة... وفي إحدى الليالي تمتد يدها لجهاز الهاتف لتجيب رنينه، فإذا بها تسمع صوت رجل أتقن الاحتيال عليها، وفي تجاذب أطراف الكلام، فأطار النوم من عينيها.
كانت تتمتم في الكلام؛ لأنها لم تَعْتَدْ مثلَ هذه التصرُّفات، وما كان من ذلك الرجل إلا أن نصب الشباك وأعدَّ الفَخَّ لهذه الفتاة، وأعطاها رقم هاتفه إذا رغبت هي بالاتصال ثم أغلق سماعة الهاتف، وهكذا اختل توازن تلك الفتاة بسبب ما لديها من ضغوط نفسية وبسبب شدة احتيال ذلك الشاب عليها ومكره بها.
وفي ليلة الغد ترفع سماعة الهاتف بنفسها، ويدها ترتعش، وما إن سمعت صوت ذلك الشاب، وسمع صوتها، حتى أيقن بأنها قد وقعت في شباكه، وبدأ يُمَنِّيها ويَعِدُها، ويمدح نفسه بماله وجاهه... ثم ماذا؟! أريد أن أرى وجهك!! هكذا بكل تبجح يطالب هذا اللص ! لكن لم تتقدم لخطبتي ولم... ولم... وأخاف... ويمكن! تجيب الفتاة !! لكن ذاك المتلصص أصبح يحذرها بأنه لن يخاطبها مرة أخرى... إذا لم تلب رغبته خلال يومين... ثم يغلق السماعة ! كانت الفتاة قد تعلقت به! وظنت أنه أملها المرجو... فحزنت لأنها لم تجب طلبه... وفي الغد تمسك الفتاة بسماعة الهاتف... وتخاطبه لتلبي رغبته... ولكن من وراء نافذة المنزل ! ولم يمانع ذلك المتلصص، لأنه قد أعد طعما آخر يصطادها به، فلما حقق مطلبه، طالبها بالخروج معه! وإلا فإنه سيقطع علاقته بها، ويفضحها بهذه العلاقة معه ! ثم يبحث عن شريكة صادقة جريئة لحياته غيرها... ومع تردد الفتاة وخوفها وانخداعها... تخرج معه ! وأين تخرج... لقد خرجت إلى الهاوية.
نعم إلى الهاوية... بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى "
[فتى الأحلام/ سعاد محمد فرج ص11 – 12].
أختي المسلمة: تذكري أن الله جل وعلا إذا حَرَّمَ شيئًا حَرَّم الوسيلة المؤدِّيةَ إليه... والمعاكسات هي بريد الرذيلة وسَحْقِ العفاف... وهي خطوة يزيِّنُها الشيطان ليخطو بأصحابها إلى الفاحشة والمنكر كما أخبر تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ " [النور: 21].
مختارات