" بعْ دنياك بآخرتك تربحهما جميعًا "
" بعْ دنياك بآخرتك تربحهما جميعًا "
جاء في "تهذيب الكمال" (6/116)، و" حلية الأولياء" لأبي نعيم (2/143) في ترجمة الإمام القدوة سيد التابعين وأحد الزهاد المعروفين الحسن بن أبي الحسن أبي سعيد البصري – رحمه الله – ما نصه :
«حدثنا عبد المؤمن بن عبيد الله ، عن الحسن قال : يا ابن آدم ، عَمَلَكَ، عَمَلَكَ ، فإنما هو لحمك ودمك ، فانظر على أي حال تلقى عملك ، إن لأهل التقوى علامات يعرفون بها : صدق الحديث ، والوفاء بالعهد ، وصلة الرحم ، ورحمة الضعفاء ، وقلة الفخر والخيلاء ، وبذل المعروف ، وقلة المباهاة للناس ، وحسن الخلق، وسعة الخلق فيما يقرب إلى الله .
يا ابن آدم ، إنك ناظر إلى عملك يوزن خيره وشره ، فلا تحقرن من الخير شيئًا وإن هو صغر ، فإنك إذا رأيته سرك مكانه ، ولا تحقرن من الشر شيئًا ، فإنك إذا رأيته ساءك مكانه ، فرحم الله رجلاً كسب طيبًا ، وأنفق قصدًا ، وقدم فضلاً ليوم فقره وفاقته ، هيهات ، هَيهات ، ذهبت الدنيا بحالتي مآلها ، وبقيت الأعمال قلائد في أعناقكم ، أنتم تسوقون الناس ، والساعة تسوقكم ، وقد أسرع بخياركم ، فماذا تنتظرون ؟ المعاينة فكأن قد ، إنه لا كتاب بعد كتابكم ، ولا نبي بعد نبيكم .
يا ابن آدم ، بع دنياك بآخرتك تربحهما جميعًا ، ولا تبيعن آخرتك بدنياك فتخسرهما جميعًا» .