" حتى لا نلوم أنفسنا "
" حتى لا نلوم أنفسنا "
إن النفس بطبيعتها كثيرة التقلب والتلون.. تؤثر فيها المؤثرات.. وتعصف بها الأهواء والأدواء.
فالنفس أمارة بالسوء.. تسير بصاحبها إلى الشر.. فإن لم تُستوقف عند حدها.. وتلجم بلجام التقوى والخوف من الله.. وتؤطر على الحق أطراً.. وإلا فإنها داعية لكل شر وهوى ومعصية... فالإيمان قائدها.. والعمل سائقها.. فإن فتر سائقها ضلت عن الطريق.. وإن فتر قائدها حرنت.. فإذا اجتمعا استقامت.. والنفس بطبيعتها إذا أطعمت طعمت، وإذا فوضت إليها أساءت.. وإذا حملتها على أمر الله صلحت.. وإذا تركت إليها الأمر فسدت.. فأحذر نفسك ياأخي واتهمها على دينك وأنزلها منزلة من لا حاجة له فيها.. ولا بد له منها.. فإن الحكيم يذل نفسه بالمكاره حتى تعترف بالحق.. وإن الأحمق يخير نفسه في الأخلاق: فما أحبت منها أحب، وما كرهت منها كره.
يامن ترجو لقاء ربك.. إن لنفسك عليك حقاً.. فهل حاسبتها.. وعقدت معها الجلسات الطوال.. ونظرت في كل صفحة من عمرك فيم أمضيتها؟ وماذا أودعت فيها؟ فالعمر قصير.. والسفر طويل.. فدع ما يلهيك.. وأكثر من الزاد قبل الرحيل، فالعاقل من تنبه لعمله.. وعرف منتهى أجله.
مختارات