عندما يكاتب الفرنج ضد المسلمين ( ياغي بسان )
عندما يكاتب الفرنج ضد المسلمين (ياغي بسان):
قيل: إن صاحب مصر لما رأى قوة آل سلجوق واستيلاءهم على الممالك كاتب الفرنج.
فمروا بسيس، ونازلوا أنطاكية، فخاف صاحبها ياغي بسان، فأخرج النصارى إلى الخندق وحبسهم به، فدام حصارها تسعة أشهر، وفني الفرنج قتلا وموتا، ثم إنهم عاملوا الزراد المقدم، وبذلوا له مالا، فكاشر لهم عن بدنه، ففتحوا شباكا، وطلعوا منه خمس مئة في الليل، ففتح ياغي بسان، وهرب، واستبيح البلد ـ فإنا لله ـ في سنة إحدى وتسعين وأربعمائة وسقطت قوة ياغي بسان أسفا، وانهزم غلمانه، فذبحه حطاب أرمني. ثم أخذوا المعرة، فقتلوا وسبوا، وتجمعت عساكر الموصل وغيرها فالتقوا، فانهزم المسلمون واستشهد ألوف وصالحهم صاحب حمص، وأقبل ابن أمير الجيوش، فأخذ القدس من ابن أرتق، وانتشرت الباطنية بأصبهان وتمت حروب مزعجة بين ملوك العجم، وأخذت الفرنج بيت المقدس، نصبوا عليه أربعين منجنيقا، وهدوا سوره وجدوا في الحصار شهرا ونصفا، ثم ملكوه من شماليه سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة، وقتلوا به نحوا من سبعين ألفا.
مختارات