إن الخيانة عادة من طبعهم اغتيال نظام الملك
إن الخيانة عادة من طبعهم اغتيال نظام الملك:
الوزير الكبير، نظام الملك، قوام الدين، أبو علي الحسن بن علي بن إسحاق الطوسي، عاقل، سائس، خبير، سعيد، متدين محتشم، عامر المجلس بالقراء والفقهاء.
أنشأ المدرسة الكبرى ببغداد، وأخرى بنيسابور وأخرى بطوس ورغب في العلم، وأدر على الطلبة الصلات وأملى الحديث وبعد صيته.
وكان أبوه من دهاقين بيهق، فنشأ وقرأ نحوا، وتعانى الكتابة والديوان، وخدم بغزنة، وتنقلت به الأحوال إلى أن وزر للسلطان ألب آرسلان، ثم لابنه ملكشاه، فدبر ممالكه على أتم ما ينبغي، وخفف المظالم، ورفق بالرعايا، وبنى الوقوف، وهاجرت الكبار إلى جنابه وازدادت رفعته، واستمر عشرين سنة.
وكان فيه خير وتقوى، وميل إلى الصالحين، وخضوع لموعظتهم يعجبه من يبين له عيوب نفسه، فينكسر ويبكى.
مولده في سنة ثماني وأربع مئة، وقتل صائما في رمضان، أتاه باطني في هيئة صوفي يناوله قصة، فأخذها منه، فضربه بالسكين في فؤاده، فتلف، وقتلوا قاتله، وذلك سنة خمس وثمانين وأربع مئة، بقرب نهاوند، وكان آخر قوله: لا تقتلوا قاتلي، قد عفوت، لا إله إلا الله.
مختارات