" لا تموتي يا أماه! "
" لا تموتي يا أماه! "
مسكينة هي الأم... إنها الحنان... إنها البحر المتدفق عطاء وخيرًا، ولكن يبدو على وجهها وثغرها الباسم... تجاعيد الزمن... وآهات القهر...كم حملت على ظهرها هموم السنين.
هل جزاؤها إلا الإحسان والبر والأمان... أم أننا نعيش في زمان تغيرت فيه القيم والمبادئ... بل... وتغير فيه الإنسان؟... والسبب الابتعاد عن منهج الرب الحكيم... يقول أحد الإخوة عن توبته... ورجوعه إلى الحق...لقد كنت عاقًا لوالدي لفترات طويلة من حياتي حتى بعد زواجي استمررت على تلك الحال من رفع صوت وكلام عنيف.
أرى أمي تسحب رجليها وتتعثر بخطاها دموع عينيها تتساقط على ثوب العقوق تخرج من قلبها زفرات ومن صدرها آهات لسانها يتحرك إنه شاب طائش لعله عندما يرزقه الله بأولاد يدرك ما قدمناه له...ولكن آه يقول هذا التائب لقد ابتليت بزوجة مغرورة متعجرفة... لا تقدر أبي ولا أمي... تغاضيت عنها كثيرًا وأنا أراها تحتقر أمي وأبي... بل وتحبسهما في إحدى غرف المنزل بعيدًا عن أعين صديقاتها... ومع ذلك لم يبديا أي اعتراض، ويعترف التائب بقوله... نعم لقد كنت أخاف غضب زوجتي! مما شجعها على التمادي في إذلال أبي وأمي.
وفي ليلة من الليالي خرجت أنا وزوجتي وطفلي الوحيد للنزهة والراحة وتغيير الجو، وعندما عدت إلى المنزل لم أجد أمي... سألت أبي أين هي؟...فقال: إنها في المستشفى... لقد حملها ابن الجيران... إلى أقرب مستشفى.
وقرر الطبيب أن حالتها خطيرة جدًا... وهي في غرفة الإنعاش...وجذبتني زوجتي من ثوبي... وأغلقت باب غرفتنا في وجه أبي، وقالت: لنستريح الآن وفي الصباح نذهب، قمت مذعورًا في الصباح الباكر، صرخت أماه... حبيبتاه... لا تموتي... اغفري لي... سامحيني... أمهليني يا حنونة... لا تموتي... وانظري ماذا سأفعل؟ سأقبل رأسك الجميل ما أفظع ذنبي!!... لن تلاقي اليوم ضربًا أو عذابًا، لن تلاقي اليوم شتمًا أو سبابًا، لن أقول اليوم... أف! لا تموتي لا تموتي...ولكن... كانت الصدمة قوية...لقد فارقت أمي الحياة... استدرت إلى زوجتي طلقتها...والآن، أكرس ما بقي من عمري لخدمة أبي وولدي الصغير.
والله أسأل من كل قلبي أن يرحم أمي، ويغفر لي زلتي (التائبون إلى الله).
مختارات