الحجاب الثامن " حجاب أهل الغفلة عن الله "
الحجاب الثامن
حجاب أهل الغفلة عن الله:
والغفلة تستحكم في القلب حين يفارق محبوبه جل وعلا فيتبع المرء هواه، ويوالي الشيطان، وينسى الله قال تعالى: {وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا} [الكهف: 82].. ولا ينكشف حجاب الغفلة عنه إلا بالانزعاج الناشئ عن انبعاث ثلاثة أنوار في القلب:
1- نور ملاحظة نعمة الله تعالى في السر والعلن.. حتى يغمر القلب محبته جل جلاله ؛ فإن القلوب فطرت على حب من أحسن إليها.
2- نور مطالعة جناية النفس: حتى يوقن بحقارتها وتسببها في هلاكه، فيعرف نفسه بالازدراء والنقص، ويعرف ربَّه بصفات الجمال والكمال فيذل لله، ويحمل على نفسه في عبادة الله ؛ لشكره وطلب رضاه.
3- نور الانتباه لمعرفة الزيادة والنقصان من الأيام ؛ فيدرك أن عمره رأس ماله، فيشمر عن ساعد الجد حتى يتدارك ما فاته في بقية عمره، فيظلُّ ملاحِظًا لذلك كله، فينزعج القلب، ويورثه ذلك يقظةً تصيح بقلبه الراقد الوسنان، فيهب لطاعة الله سبحانه وتعالى ؛ فينكشف هذا الحجاب ويدخل نور الله قلب العبد، فيستضيء.
مختارات