الحجاب الرابع " حجاب أهل الكبائر الظاهرة "
الحجاب الرابع
حجاب أهل الكبائر الظاهرة:
كالسرقة، وشرب الخمر، وسائر الكبائر.
إخوتاه: ينبغي أن نفقه في هذا المقام أنه لا صغيرة مع الإصرار ولا كبيرة مع الاستغفار، والإصرار هو الثبات على المخالفة.. والعزم على المعاودة، وقد تكون هناك معصية صغيرة فتكبر بعدة أشياء وهي ستة:
1- بالإصرار والمواظبة:
مثاله: رجل ينظر إلى النساء، والعين تزني وزناها النظر، لكن زنا النظر أصغر من زنا الفرج، ولكن مع الإصرار والمواظبة تصبح كبيرة؛ إنه مُصرٌّ على ألا يغض بصره، وأن يواظب على إطلاق بصره في المحرمات؛ فلا صغيرة مع الإصرار.
2- استصغار الذنب:
مثاله: تقول لأحد المدخنين: اتق الله.. التدخين حرام.. ولقد كبر سنك.. يعني قد صارت فيك عدة آفات:
أولها: أنه قد دب الشَّيبُ في رأسك.
ثانيًا: أنك ذو لحية.
ثالثًا: أنك فقير.
فهذه كلها يجب أن تَرْدَعَك عن التدخين.. فقال: هذه معصية صغيرة.
3- السرور بالذنب:
فتجد الواحد منهم يقع في المعصية، ويسعد بذلك، أو يتظاهر بالسعادة، وهذا السرور بالذنب أكبر من الذنب.. فتراه فرحًا بسوء صنيعه ؛ كيف سب هذا ! وسفك دم هذا ! مع أن « سباب المسلم فسوق وقتاله كفر».
أو أن يفرح بغواية فتاة شريفة.. وكيف استطاع أن يشَهِّر بها.. مع أن الله يقول: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور: 19].
انتبه.. سرورك بالذنب أعظم من الذنب.
4- أن يتهاون بستر الله عليه:
قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: «يا صاحب الذنب، لا تأمن سوء عاقبته، ولما يتبع الذنب أعظم من الذنب إذا عملته.. قلة حيائك ممن علي اليمن وعلى الشمال – وأنت على الذنب – أعظم من الذنب، ضحكك وأنت لا تدري ما الله صانع بك أعظم من الذنب، وحزنك على الذنب إذا فاتك أعظم من الذنب، وخوفك من الريح إذا حركت ستر بابك – وأنت على الذنب – ولا يضطرب فؤادك من نظر الله إليك أعظم من الذنب ».
5- المجاهرة:
أن يبيت الرجل يعصي، والله يستره، فيحدِّث بالذنب، فيهتك ستر الله عليه، يجيء في اليوم التالي ؛ ليحدث بما عصى، وما عمل فالله ستره.. وهو يهتك ستر الله عليه.
قال صلى الله عليه وسلم: « كلُّ أمتي معافى إلا المجاهرين، وإنَّ المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله عليه فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا. وقد بات يستره ربُّه ويصبح يكشف ستر الله عليه» " صحيح البخاري ".
6- أن يكون رأسًا يقتدى به:
فهذا مدير مصنع.. أو مدير مدرسة.. أو في كلية.. أو شخصية مشهورة.. ثم يبدأ في التدخين.. فيبدأ باقي المجموعة في التدخين مثله.. ثم بعدها يبدأ في تدخين المخدرات.. فيبدأ الآخرون يحذون حذوه.
هكذا فتاة، قد تبدأ لبس البنطلون الضيق، يتحول بعدها الموضوع إلى إتجاه عام.
وهكذا تكون الحال إذا كنت ممن يقتدى بك.. فينطبق عليك الحديث القائل: «من سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أو ينقص من أوزارهم شيء » [رواه مسلم].
مختارات