يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
في الإسلام عقائد و معاملات و عبادات و آداب:
أيها الأخوة الكرام، مع درس جديد من دروس يا أيها الذين آمنوا، آية اليوم:
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحْ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعْ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ(11) ﴾
(سورة المجادلة)
أيها الأخوة، كما تعلمون جميعاً في الإسلام عقائد وهي أخطر شيء في الإسلام، إن صحت صحّ العمل، وفي الإسلام عبادات بعضها شعائري وبعضها تعاملي، وفي الإسلام معاملات، أحكام الزواج والطلاق، والقرض، والحوالة، والكفالة، وما إلى ذلك، وفي الإسلام آداب هذه الآية من فرع الآداب:
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا (11) ﴾
(سورة المجادلة)
يعني اسمح لأخيك أن يجلس إلى جانبك، افسح له قليلاً، تلطف به، وإذا أردتم التوسع في هذه الآية القرآن الكريم على إطلاقه، تمشي أنت في مركبة رأيت من يحاول أن يتجاوزك، حينما يبدأ بالتجاوز ترفع السرعة إلى أن تحرجه، لماذا؟ افسح له ليتجاوزك، يعني كلما وجدت لأخيك حاجة حققها له، هذا هو المؤمن، أما هذا التنافس وهذا التزاحم وهذه الأثرة ليست من صفات المؤمن، والحقيقة هذا ينقلنا إلى الآداب في الإسلام
الآداب في الإسلام:
هناك آداب للطعام، آداب للجلوس، آداب في الطريق، آداب في استقبال الضيف، آداب في توديعه، آداب في الزواج، آداب في السفر، آداب في السفر، آداب في الحضر، آداب في الحج، آداب في العمرة، كما أقول هناك عقائد وعبادات ومعاملات لكن الآداب تشغل حيزاً كبيراً جداً في الإسلام، المؤمن جلسته فيها أدب، مشيه فيه أدب، يرتدي ثيابه بأدب، هذه كلها آداب، لكن لو أردتم أن تقفوا على أدب النبي عليه الصلاة والسلام، الذي يقال دائماً ما هذا الأدب يا رسول الله؟ ورد في بعض الكتب أنه قال أدبني ربي فأحسن تأديبي.
كان عليه الصلاة والسلام جمّ التواضع، شديد التواضع كواحد من أصحابه، دخل عليه أعرابي، قال: أيكم محمد؟ ماذا تفهم من هذا النص؟ ليس له ولا ميزة ولا ميزة واحد من أصحابه، هناك روايتان الأولى تقول قال أنا وفي رواية ثانية تقول:
قال له صحابي ذاك الوضيء.
كان واحداً من أصحابه، إذا دخل بيته واحداً من أهله، كان يقول:
(فإنهن المؤنسات الغاليات)
[الحاكم والطبراني عن عقبة بن عامر بسند ضعيف]
من أدب النبي عليه الصلاة والسلام أنه:
1 ـ كان جم التواضع وافر الأدب:
لقد كان النبي عليه الصلاة والسلام جم التواضع، وافر الأدب، ما سحب يده ممن يصافحه، يبدأ الناس بالسلام، وينصرف بكله إلى محدثه، أحياناً تجلس مع إنسان يقرأ جريدة، يتشاغل عنك، وينصرف بكله إلى محدثه، قال بعض الشعراء:
وتراه يصغي للحديث بسمعه وبقلبه ولعله أدرى به
***
2 ـ يبدأ الناس بالسلام وينصرف بكله إلى محدثه:
كان مستمعاً من أعلى أنواع الأدب في الاستماع، كان جمّ التواضع، وافر الأدب، يبدأ الناس بالسلام، وينصرف بكله إلى محدثه، صغيراً كان أم كبيراً، عن يمينه طفل عن يساره سيدنا الصديق، جاءت ضيافة قال: يا غلام أتأذن لي أن أعطي هذا الإناء للصديق؟ قال: لا آذن لك، احترام الصغار، هذا الصغير له حق، حقه أن يشرب بعد النبي عليه الصلاة والسلام، ما تنازل عن حقه بأدب.
سيدنا عمر مرّ في المدينة بأطفال لما رأوه هربوا، إلا واحداً، قال له: يا غلام لمَ لم تهرب مع من هرب؟ قال: أيها الأمير لست ظالماً فأخشى ظلمك، ولست مذنباً فأخشى عقابك، والطريق يسعني و يسعك.
3 ـ آخر من يسحب يده إذا صافح:
ويكون آخر من يسحب يده إذا صافح، هناك إنسان يصافح بثلاثة أصابع، أما المؤمن بكل يده أهلاً وسهلاً يشد على يدك، سلام حار في أدب، وإذا تصدق وضع الصدقة بيديه في يد المسكين، بيده مباشرة جبراً لخاطره.
4 ـ يجلس حيث ينتهي به المجلس:
وإذا جلس جلس حيث ينتهي به المجلس، أنا لا أصدق معركة فيها قائد جيش هذا القائد هو زعيم الأمة، هذا الزعيم هو رسول الله، ألف صحابي وثلاثمئة راحلة، قال: كل ثلاثة على راحلة، وأنا وعلي وأبو لبابة على راحلة، سوى نفسه مع أقل جندي، ركب الناقة فلما جاء دوره في المشي توسلا صاحباه أن يبقى راكباً قال: ما أنتما بأقوى مني على السير ولا أنا بأغنى منكما عن الأجر.
5 ـ لم يرَ ماداً رجليه قط:
لم يرَ ماداً رجليه قط، أدباً مع أصحابه، أحياناً إنسان يجلس ويباعد بين رجليه منظر مزعج، أو يضع رجلاً على رجل استعلاءً، لم يرَ ماداً رجليه قط، ولم يكن يأنف من عمل لقضاء حاجته، علمنا أنه: برئ من النفاق من أكثر من ذكر الله، وبرئ من الكبر من حمل حاجته بيده.
(برئ من الشح من أدى زكاة ماله)
[أخرجه الطبراني عن جابر بن عبد الله]
مقاييس دقيقة.
6 ـ لم يكن يأنف من عمل لقضاء حاجة وهو يحمل بضاعته بنفسه:
لم يكن يأنف من عمل لقضاء حاجته أو حاجة صاحب أو جار، وكان يذهب إلى السوق ويحمل بضاعته بيده ويقول أنا أولى بحملها، وكان يجيب دعوة الحر والعبد، قال:
(ولو دعيت إلى كراع لأجبت)
[أخرجه البيهقي في شعب الإيمان عن أنس]
بظاهر المدينة لأجبت، كراع يعني أيدي الأنعام، أي أقل شيء باللحم الأيدي والأرجل، ولو دعيت إلى كراع، بظاهر المدينة بالغميم لأجبت، وكان يجيب دعوة الحر والعبد ويقبل عذر المعتذر.
سيدنا حاطب بن بلتعة، أرسل كتاباً إلى قريش إن محمداً سيغزوكم فخذوا حذركم، خيانة عظمى، قال: يا حاطب ما هذا؟ قال: والله يا رسول الله ما كفرت ولا ارتددت، وإني لصيق في قريش وإني موقن أن الله سينصرك، أردت بهذا الكتاب أن تكون لي يد عندهم أحمي بها أهلي ومالي، فقال عليه الصلاة والسلام: إني صدقته فصدقوه، ولا تقولوا فيه إلا خيراً.
7 ـ قبوله عذر المعتذر:
أحياناً مع قوي لا يمكن أن يقبل عذراً، لا يمكن أن يسترضى وكان يقبل عذر المعتذر.
8 ـ كان يرفو ثوبه بيده ويخسف نعله ويخدم نفسه ويعقل بعيره ويكنس داره:
كان يرفو ثوبه بيده ويخسف نعله ويخدم نفسه ويعقل بعيره ويكنس داره، سيدنا الصديق كان يخدم جارة له عاجزة، بحلب شياهها، فلما تولى الخلافة أصاب هذا البيت حزن، لأن هذه الخدمة لا يعقل أن تستمر، ففي صبيحة توليه الخلافة طرق باب هذه العجوز، الأم قالت لابنتها: يا بنيتي افتحِ الباب، ثم قالت لها: من الطارق؟ قالت: جاء حالب الشاة يا أماه، وهو في أعلى منصب من المسلمين، هذا التواضع شيء مذهل، وكان في مهنة أهله.
9 ـ كان يأكل مع الخادم ويقضي حاجة الضعيف والبائس:
كان يأكل مع الخادم ويقضي حاجة الضعيف والبائس.
10 ـ كان يمشي هوناً لا ينطق من غير حاجة:
يمشي هوناً خافض الطرف، متواصل الأحزان، دائم الفكرة، لا ينطق من غير حاجة، أحياناً تلاحظوا بعض الأخوة من يمتهن مهنة الحلاقة عشر ضربات مقص بالهواء ليأكل شعرة، عشر جمل مالها معنى، كلام فارغ كذب نفاق إلى أن يقول كلمة الحق، كل عشرة واحد كان لا ينطق من غير حاجة، طويل السكوت، إذا تكلم تكلم بجوامع الكلم، كلام مركز، كلام بسيط قليل هادئ عميق، تعلم من النبي عليه الصلاة والسلام الكلام.
11 ـ لطيف عنده حياء و ملاحظة و ذوق:
كان لطيفاً عنده حياء، عنده ملاحظة، عنده ذوق، أحياناً زوجته في بيت أهلها والساعة الثانية عشرة إلا ربع ليلاً، وبيت أهلها بالطابق الرابع لا يتنازل ويصعد إلى بيت عمه يناديها ببوق السيارة، يوقظ عشرين بيتاً، أين الذوق؟
12 ـ لا يهين أحداً طليق الوجه و يعظم النعم وإن دقت:
كان دمثاً ليس بالجاحف ولا المهين، ما كان يهين أحداً، كان يحذر الناس ويحترس منهم، من غير أن يطوي بشره عن أحد، طليق الوجه، يعظم النعم وإن دقت، يعني أن تشرب كأس ماء، الذي معه فشل كلوي لا يستطيع أن يشرب كأس ماء لأنه يحتبس في جسمه، يتمنى أن يشرب كأس ماء، أن تشرب كأس ماء، أن تدخل إلى بيت معك مفتاحه تؤوي إليه، أن تأكل ما تشتهي بلا مشكلات مع صحتك، كان يعظم النعم وإن دقت ولا يذم منها شيئاً، كل منا يرى وجهه بالمرآة صباحاً لا ينسى فضل الله عليه:
(اللهم كما حسنت خلقي فحسن خلقي)
[الجامع الصغير بسند صحيح عن ابن مسعود]
عينان، أنف، فم، أسنان، خد، شعر، الحمد لله، ولا يذم مذاقاً، أحياناً تدعي إنساناً مستعلياً مالحة، هذه الأكلة لم تنجح معكم، يخجل صاحب البيت، عامل جهده، عامل عشرين نوعاً، هذه باردة، هذه مالحة، كان لا يذم مذاقاً، هذه معروفة، ولكن لا يمدحه، يقول لك قشطة تجنن، كوسايات مثل القطر، كان لا يذم مذاقاً ولا يمدحه.
13 ـ لا تغضبه الدنيا و لا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها إنما يغضب لله وينتصر للحق:
لا تغضبه الدنيا، ما ندم على شيء فاته من الدنيا قط ولا تغضبه الدنيا، ما دام في موت الموت ينهي كل شيء الموت ينهي قوة القوي، وضعف الضعيف، ينهي غنى الغني، وفقر الفقير، وينهي وسامة الوسيم، ودمامة الدميم.
ولا يغضب لنفسه أبداً، ولا ينتصر لها، يغضب لله وينتصر للحق، هذه كلها آداب، اليوم درسنا درس آداب.
14 ـ إذا غضب أعرض وأشاح وإذا فرح غض طرفه:
إذا غضب أعرض وأشاح، هناك إنسان يغضب، يشتم، يسب، يضرب، يكسر البلور، يخبط الأبواب، إذا غضب أعرض وأشاح، وإذا فرح غض طرفه، فرحه في أدب وغضبه في أدب.
15 ـ يؤلف و لا يفرق:
كان يؤلف ولا يفرق، يتنازل بعد حين يزور أخته بالعيد ماذا أحضر لك بالعيد؟ زوجها فقير وتحبه جداً وهو يحبها لكن فقير، والله ما أحضر لي شيئاً، والله كان يليق بك شخصاً غير هذا الشخص، يخرج من عندها، يأتي زوجها يجد وضعها متغيراً، ما كنت تزورها أساساً خليك في بيتك، يتكلم كلاماً فيه تحقير، فيه تصغير، يدخل إلى البيت، هل هذا البيت يسعكم؟ هذا البيت مأوى، مرة زرت شخصاً لا أبالغ بيني وبين طاولة الوسط عشرة سنتمتر غرفة صغيرة جداً، خجل، قلت له تخجل؟ قلت له سيد الخلق وحبيب الحق كان إذا أراد أن يصلي الليل لا تتسع غرفته لصلاته ونوم زوجته، من أنت أمام النبي عليه الصلاة والسلام؟
لما دخل عليه سيدنا عمر رآه ينام على حصير، وقد أثر في خده الشريف، فبكى عمر، فقال له: يا عمر ماذا يبكيك؟ قال له: رسول الله ينام على الحصير، وكسرى ملك الفرس ينام على الحرير؟! قال يا عمر إنما هي نبوة، وليست ملكاً.
هناك رواية ثانية، أفي شك أنت من هذا؟
هناك رواية ثالثة أما ترضى أن تكون الدنيا لهم والآخرة لنا؟
ما المشكلة، كان يؤلف ولا يفرق، هناك شخص بالتعبير الدارج يرمي بلاء أين ما يجلس يعمل مشكلة، بين شريكين، بين أخوين، بين أخته وزوجها، مرة قال لي شخص: شكيت زوجتي لأخيها، قال له طلقها واخلص منها، لا يهمه ما في رحمة بقلبه، كان يؤلف ولا يفرق، يقرب ولا ينفر، يكرم كريم كل قوم ويوليه عليهم، يختار الكرماء ويوليه عليهم، يتفقد أصحابه، مرة أخ غاب عني فترة (قصة قديمة جداً) مرة زارني بالعيد وضع لي بطاقة، معي هاتفه خبرته يقول لي: لا أنسى هذه المخابرة، معنى هذا أنني في ذهنك وما ترك الدروس إطلاقاً، مكالمة كلفتني، تفقد أصحابك، أخ ما شاهدته اتصل به هاتفياً.
16 ـ كان عليه الصلاة و السلام يتفقد أصحابه دائماً:
يتفقد أصحابه، يسأل الناس عما في الناس، أحياناً يكون في غلاء، أنا لا أحب أن أحكي بالدنيا متألمين كثيراً جابرهم قليلاً، إنسان دخله غير محدود لا يهمه شيء مهما ارتفعت الأسعار فإذا تكلموا أن الأسعار مرتفعة يتضايق هو موضوعات سخيفة، سخيفة عندك، سخيفة عند الدخل الغير محدود، ذهب نصف معاشه بغلاء الأسعار، يشكي لك همه تفاعل معه، تعاطف معه، قل له والله معك حق، الله كريم.
17 ـ يحسن الحسن ويصوبه ويقبح القبيح ويوهنه:
يسأل الناس عما في الناس، يحسن الحسن ويصوبه، يقبح القبيح ويوهنه، هناك إنسان مهما كان الشيء حسن يذمه لأنه قناص، ولا يقصر عن حق ولا يجاوزه، لا يقصر ولا يجاوز، ولا يحسب جليسه أن أحداً أكرم عليه منه، هذه بطولة قيادة.
18 ـ كان دائم البشر في طلاقة وجه و ابتسامة:
أي إنسان صاح بالنبي الكريم يظن أنه أقرب الناس إليه، من سأله حاجة لم يرده إلا بها أو ما يسره من القول، كان دائم البشر، في طلاقة وجه، في ابتسامة، في تفاؤل، في رضا عن الله، في شعور أن الله بيده كل شيء، يكون عنده بيت ثمنه ثمانية عشر مليوناً، وسيارتين على الباب، ومزرعة، يقول لك لا يعاش في هذا البلد، ما ينقص في هذا البلد؟ سوق مسموم يَقرف ويُقرف.
19 ـ كان لين الجانب ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب ولا فحاش:
كان دائم البشر، سهل الخلق، لين الجانب، ليس بفظ ولا غليظ، ولا صخاب ولا فحاش، ما في رفع صوت ولا في مزح منحرف جنسي، ولا صخاب ولا فحاش ولا عياب، كلما نظر إلى شيء يقول لك فيه عيب، يقول لك الآن صاحبه اقتنع فيه أُريحه، هذه السيارة ليست جيدة الله يصلحك لماذا اشتريتها؟ اشتراها وانتهى، ما كان عياباً ولا مزاحاً.
20 ـ كان يتغافل عما يشتهي ولا يخيب فيه مؤمله ولا يتكلم إلا فيما يرجى:
يتغافل عما يشتهي، شيء لا يشتهيه يتغافل عنه، ولا يخيب فيه مؤمله، وكان لا يذم أحداً ولا يعيره، ولا يطلب عورته، ولا يتكلم إلا فيما يرجى، التقيت مع صديقك أين ذاهب؟ ذاهب ليستدين مبلغاً لا يستطيع أن يقول لك هذا الكلام، دعك من هذا، أين تعمل؟ في المحل الفلاني، كم تقبض في نهاية الشهر؟ ماذا تريد من هذا السؤال؟ هو ما شكا لك،
21 ـ يضحك مما يضحك منه أصحابه و يصبر على الغريب ولا يقطع على أحد حديثه:
لا يتكلم إلا في ما يرجى، يضحك مما يضحك منه أصحابه، هناك شخص عنده وقار وكهنوت بقدر ما كان الشيء مضحك لا يضحك يبقى عبوساً قمطريراً، كن طبيعياً، إذا شخص حكى طرفة لطيفة وأديبة اضحك لابأس، كن طبيعياً مع الناس، و يضحك مما يضحك منه أصحابه، ويتعجب مما يتعجبون، يصبر على الغريب وعلى جفوته في مسألته ومنطقه، لا يقطع على أحد حديثه حتى يجوزه.
وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ: الله عز وجل لخص شمائل النبي الكريم بهذه الكلمات العظيمة:
الحديث عن شمائله صلى الله عليه وسلم لا تتسع له المجلدات، ولا خطب في سنوات، ولكن الله جلّ جلاله لخصها بكلمات فقال:
﴿ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾
(سورة القلم)
والإيمان هو الخلق فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك بالإيمان.
أيها الأخوة، نحن اليوم في الآداب، الآداب ربع الإسلام، آداب الزواج، آداب الطلاق، آداب السفر، آداب التجارة، آداب البيع، آداب الشراء، آداب العيادة، يعود المريض ثلاث ساعات لا يتحمل المريض، النبي عليه الصلاة والسلام قال: العيادة فواق ناقة، مقدار حلب ناقة، ليكون طولنا عليك، طولت عليه وانتهيت، قال لهم: شفيت اخرجوا.
أيها الأخوة الكرام، أنا أرى أن الآداب شيء مؤثر جداً، مرة هناك شابان سوريان في لندن لهم صديق بريطاني، كلما اقترب منهم تكلموا الإنكليزية، فلفتوا نظره، سألهم فقالوا: نبينا عليه الصلاة والسلام نهانا إذا كنا ثلاثة أن لا يتناجى اثنان دون الثالث، لأن هذا يحزنه، فكان هذا سبب إسلامه.
والحمد لله رب العالمين
مختارات