يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
كلمة يا أيها الذين آمنوا هي عقد إيماني بين الإنسان و ربه:
أيها الأخوة الكرام، مع درس جديد من دروس يا أيها الذين آمنوا، وقد سبق أن ذكرت لكم أن كلمة يا أيها الذين آمنوا هي عقد إيماني بينك وبين الله، كأن الله عز وجل يقول يا من آمنتم بوجودي، وآمنتم بوحدانيتي، وآمنتم بكمالي، يا من آمنتم برحمتي، وحكمتي، وعدلي، يا من آمنتم بأسمائي الحسنى وصفاتي الفضلى، ما دمتم قد آمنتم افعلوا كذا وكذا، الآية اليوم:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (2) ﴾
(سورة الحجرات)
قبل أن نحاول شرح هذه الآية لابدّ من مقدمة.
عدم خضوع الدين للتعديل و التطوير لأنه دين توقيفي من عند الله عز وجل:
المقدمة أن هذا الدين توقيفي من عند الله ليس منتجاً أرضياً، وليس تراثاً، وليس ثقافة، وليس شيئاً خاضعاً للبحث، والدرس، والتعديل، والتطوير، والتحديث، والإضافة، والبحث، والنظر، هذا شأن المنتج الأرضي، شأن شيء من صنع البشر، انظر إلى مركبتك كم تطورت من مئة عام حتى الآن هذا شأن البشر، يعني تشغيلها من الأمام أنا أذكر ذلك، أي حركة واحدة تبديل سرعة لا يوجد، العجلات ليس فيها هواء، البوق هوائي، انظر إلى مركبة صنعت عام ألفين وثمانية كم تطورت، صناعة البشر تتطور وتنمو والإنسان يتعلم من أخطائه، وما من صنعة إلا ويأتي بعدها صنعة أدق منها، وما من صنعة إلا والتي بعدها تتلافى الأخطاء السابقة، هذا شأن البشر، فإذا توهم الإنسان أن الدين خاضع للبحث، والدرس، والتعديل، والتطوير، والإضافة، والحذف، هذا وهم كبير، الدين من عند الله، من عند خالق السماوات والأرض، الدين كامل كمالاً مطلقاً، والدليل:
﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا (3) ﴾
(سورة المائدة)
الإكمال نوعي و الإتمام عددي، أي أن عدد القضايا التي عالجها الدين تامة عدداً، وأن طريقة المعالجة كاملة نوعاً، فالدين لا يخضع للبحث، ولا للدرس، ولا للتقييم، ولا للنظر، ولا للتأمل، ولا للإضافة، ولا للحذف، الدين توقيفي، من عند الله.
الوحي أصل هذا الدين:
الملاحظة الثانية: الوحي أصل هذا الدين، الدين من وحي السماء، و وحي السماء وحيان وحي متلو هو القرآن الكريم، ووحي غير متلو هو ما صحّ من سنة سيد المرسلين.
أيها الأخوة، الله عز وجل يقول:
﴿ وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا (7) ﴾
(سورة الحشر)
أمر إلهي، إذاً القرآن الكريم يأمرنا أن نأخذ أي أمر أمرنا به رسول الله، والقرآن أمرنا أن ندع أي شيء نهانا عنه رسول الله، إذاً الوحي وحيان وحي متلو هو القرآن الكريم، و وحي غير متلو هو ما صحّ من سنة سيد المرسلين، أما سنته: أقواله، وأفعاله، وإقراره.
تجديد الخطاب الديني شيء وتجديد الدين شيء آخر:
الآن هناك حقيقة خطيرة العقائد والعبادات الأصل فيها الحظر، ولا تشرع عبادة ولا تخترع عقيدة إلا بالدليل القطعي الثبوت، والقطعي الدلالة، العقائد والعبادات ليس مسموح للمسلم أن يأتي بعقيدة لم تأتِ في أصل الكتاب والسنة لأن الدين توقيفي، ولا يسمح للمسلم أن يخترع عبادة ما فعلها النبي عليه الصلاة والسلام.
الآن العقائد والعبادات الأصل فيها الحظر، ولا تشرع عقيدة أو عبادة إلا بالدليل القطعي والثابت، أما الأشياء فالأصل فيها الإباحة، ولا يحرم شيء إلا بالدليل القطعي والثابت، الآن مطروح كثيراً كلمة التجديد في الدين، الأصح أن نقول التجديد في الدعوة إلى الله، الخطاب الديني تلكأ ولم ينجح في فترة سابقة لابدّ من خطاب ديني جديد، تجديد الخطاب الديني شيء وتجديد الدين شيء آخر، لكن إذا أصررتم على التجديد في الدين فالتجديد في الدين لا يعني إلا شيئاً واحداً ؛ أن ننزع عن الدين كل ما علق فيه مما ليس منه، والله الذي لا إله إلا هو هناك من البدع الاعتقادية، والبدع العبادية، والبدع السلوكية، والبدع في المعاملات، ما لا يعد ولا يحصى، وأساساً ما من شيء يدعو الناس إلى البعد عن الدين إلا تطرف وبدع ما أنزل الله بها من سلطان، لأن دين الله يتناسب مع كمال الدين، كمال الخلق يدل على كمال التشريع، فالشريعة عدل كلها، رحمة كلها، مصلحة كلها، حكمة كلها، أي قضية خرجت من العدل إلى الجور، ومن المصلحة إلى المفسدة، ومن الحكمة إلى خلافها، فليست من الشريعة ولو أدخلت عليها بألف تأويل وتأويل.
الله عز وجل لن يعذب المسلمين إن كانت سنة النبي الكريم مطبقة في حياتهم:
في ضوء هذه المقدمة الآن لنقرأ معاً هذه الآيات:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ (1) ﴾
(سورة الحجرات)
هناك من الأخوة الكرام من يتوهم أن هناك آيات متعلقة بحياة النبي عليه الصلاة والسلام مثل ذلك:
﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ (33) ﴾
(سورة الأنفال)
يسبق الوهم إلى أن نفهم الآية ما دام النبي بين أصحابه حياً يرزق إذاً أصحابه في مأمن من عذاب الله، لا، القرآن الكريم شمولي، ما دامت سنة النبي عليه الصلاة والسلام مطبقة فينا، وما كان الله ليعذبهم وأنت في عهد أصحابك بجسمك فيهم، وبعد موتك بسنتك فيهم، ما دامت سنته مطبقة مستحيل وألف ألف مستحيل أن نعذب، فإذا كنا نعذب لأن سنته ليست مطبقة في حياتنا، مثلاً كم أسرة في معظم البلاد الإسلامية لا تورث البنات؟ أعداد كبيرة جداً خلاف القرآن، الدين إطار الآن، إطار فلكلوري، مساجد، مصاحف، زخارف، مؤتمرات، مؤلفات، محاضرات، أما كمنهج مطبق في حياتنا بكل تفاصيله، هذا ليس موجوداً.
كمال الله عز وجل مطلق و من المستحيل أن يشرع شيئاً يحتاج إلى تعديل أو تطوير:
لذلك:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا (1) ﴾
(سورة الحجرات)
فكرة مقترحة، مسودة قانون، تنظيم يتناقض مع ما جاء به النبي الكريم، معظم الناس يقول لك: هذا عصر علم والاختلاط لابدّ منه، ولابدّ من إيداع المال في البنوك، ولابدّ من تقاضي الفائدة، أنت ماذا فعلت؟ أنت قدمت بين يدي القرآن وبين يدي السنة شيئاً يناقض تحريم الربا هذا فيما يتعلق باستثمار الأموال، في العلاقات بالمرأة، هذا الشيء ينبغي ألا يكون، هذا القيد ينبغي أن يخفف، قطع اليد عمل همجي، هذا الذي تعنيه الآية:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا (1) ﴾
(سورة الحجرات)
يا من آمنتم بكمال الله المطلق أيعقل أن يشرع الله شيئاً يحتاج إلى تعديل؟ يحتاج إلى إلغاء؟ يحتاج إلى زيادة؟ يحتاج إلى تطوير؟ هذا شأن البشر ولكنه ليس شأن خالق البشر:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (2) ﴾
(سورة الحجرات)
على المؤمن ألا يقدم شيئاً بين يدي القرآن الكريم:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1 ﴾
(سورة الحجرات)
هذه الآية مستمرة بعد انتقال النبي إلى الرفيق الأعلى، لا تقدم شيئاً بين يدي القرآن الكريم، القرآن حرّم الربا يا أخي نحن بحاجة إلى بنوك، من قال لك يستحيل أن يكون هناك بنكاً إسلامياً؟ ممكن أن يكون بنكاً إسلامياً مئة بالمئة لكن المسلمون مقصرون:
﴿ لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ (1 ﴾
(سورة الحجرات)
تستمع في بعض البلاد إلى اقتراح أن الرجل إذا طلق امرأته ينبغي أن تأخذ نصف أملاكه، هذا تقديم بين يدي الله ورسوله، هناك دعوة إلى تعديل قانون الأحوال الشخصية، يعني المرأة لها أن تسافر من دون إذن زوجها في عندها أولاد، لو أن إنساناً خطبها من بلد غني فحملت حقيبتها واتجهت إلى هذا الخطيب وعلى الدنيا السلام، أما في نظام الزوج دافع مهراً، عنده أولاد، هناك دعوة إلى تعديل قانون الأحوال الشخصية، هناك دعوة إلى أن تأخذ المرأة كالرجل تماماً في الميراث، لولا أن هناك دعوات بصوت مرتفع ما تكلمت هذا الكلام:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ (1) ﴾
(سورة الحجرات)
كل شيء جاء به القرآن والسنة هو الكمال المطلق:
صدر قانون في بعض البلاد الإسلامية بأن المرأة إذا تزوجت وطلقها زوجها تستحق نصف ممتلكاته بالتمام والكمال، يقول لي أحد الأخوة الكرام من هذا البلد: بارت سوق الزواج، إنسان له جهد كبير، عنده معمل ليس مستعداً إذا اختصم مع زوجته، وأحب أن يطلقها، أن تأخذ نصف المعمل، أقسم لي بالله صار والد الفتاة يقدم سند أمانة بمبلغ فلكي لو طلقتها وطالبناك بنصف ملكك أبرز هذا السند، بلاد تريد أن تحدد النسل تحديداً قسرياً، طوعي لا يوجد به شيء أبداً افعل ما شئت والمقدر كائن، أما بالصين لما حددوا النسل بولد واحد تأتي البنت تخنق إلى أن يأتي الذكر يسجلونه، تطور العلم صار على الكومبيوتر قبل الولادة إذا في بنت إسقاط (إجهاض) إلى أن يأتي الذكر يسجلوه، الآن 50 مليون شاب بلا فتيات، الآن هناك عصابات لخطف الفتيات، اعتقد اعتقاداً مطلقاً أن كل شيء جاء به القرآن والسنة هو الكمال المطلق، وأي تعديل ينشئ مضاعفات لا يعلمها إلا الله:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ (1) ﴾
(سورة الحجرات)
أنت عبد محدود هذا التشريع من عند المطلق، من عند خالق السماوات والأرض.
على المسلم أن يبتعد عن الدعوات التي تتناقض مع سنة النبي الكريم:
آية ثانية بعدها:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ (2) ﴾
(سورة الحجرات)
في حياة النبي إذا خاطبته اخفض صوتك، وبعد انتقال النبي إلى الرفيق الأعلى لا تجعل هذه الدعوة التي تناقض منهج النبي يعلو فوقها (فوق صوت السنة) شيء، هناك دعوات كثيرة، دعوات إلى شيء يتناقض مع سنة رسول الله:
﴿ لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ (2) ﴾
(سورة الحجرات)
لا تكتب مقالة بأشهر مجلة تقترح شيئاً يناقض سنة النبي عليه الصلاة والسلام، أنت بهذا رفعت صوتك فوق صوته، لا تلقي كلمة وتبين أن أحد أسباب التخلف هذا المنهج الإلهي، دعوات قائمة أنا لا أتكلم من فراغ، دعوات قائمة في السنوات الأخيرة صار هناك جرأة على الإسلام أن ينال أعداؤه من رموزه الكبيرة من القرآن الكريم، حتى من الذات الإلهية، ظهر كتاب في بلد عربي أن إله محمد إله قمعي لأنه لم يقبل معه إلهاً آخر لا إله إلا الله، أما آلهة قريش آلهة ديمقراطيون لأن كل إله منهم قبل الآخر يوجد لات ويوجد عزى، صار في تطاول على الذات الإلهية، على القرآن الكريم، على النبي عليه الصلاة والسلام، وما هذه الرسوم التي رسمت إلا تعبير عن هذا التطاول.
انتشار دعوات خطيرة جداً تدعو إلى إلغاء الدين و الاستهانة بالمقدسات:
كنت أقول دائماً وذكرت هذا عشرات المرات أن إنساناً تصور لأنه غبي غباء لا حدود له، أنه إذا توجه نحو الشمس وأصدر من فمه بصقة يطفئها؟ فبكل ما يملك توجه نحو الشمس وهي في كبد السماء وأطلق من فمه بصقة ارتفعت عشرين سنتمتراً ثم ارتدت إلى وجهه وتبقى الشمس هي الشمس:
ما ضرّ السحاب نبح الكلاب، وما ضرّ البحر أن ألقى فيه غلام بحجر، ولو تحول الناس إلى كناسين ليثيروا الغبار على هذا الدين ما أثاروه إلا على أنفسهم.
مرة كنت في إذاعة في سيدني على الهواء مباشرة، وقبل انتهاء الندوة بدقيقة جاءني اتصال هاتفي قال ليشخص: الإسلام دين الهمجية، ودين الجهل، ودين القتل، ودين الفقر، ودين الجريمة، طبعاً هو يقصد أن يسأل قبل انتهاء الندوة بدقيقة، قلت له: أنت طرحت اتهامات خطيرة تحتاج إلى ساعات كي أفندها لك، ولكن أجيبك بكلمة واحدة ما ضرّ السحاب نبح الكلاب، فقال لي مدير الإذاعة سلمت يداك على هذه الإجابة.
هناك دعوات الآن خطيرة جداً إلى إلغاء الدين، إلى الاستهانة بالمقدسات، فلذلك هذه الآية:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (2) ﴾
(سورة الحجرات)
أختم هذا الموضوع بهذه الآيات:
﴿ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) ﴾
(سورة النجم)
دقق:
﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) ﴾
(سورة النجم)
أي معظم الناس ينطقون عن الهوى، مرة أحببت أن أشتري ستائر، فأرشدوني إلى إنسان طيب جداً نصوح، عمل لي محاضرة قال لي الستائر تأخذ عرض الغرفة ضرب اثنين زائد متر تصبح مثناة تثنية رائعة جداً، ألقى محاضرة صدقت، اخترت ثوباً قاسه فكان أقل من ضعف العرض بمتر، هو طلب الضعف زائد متر لما قاسه أنا أحببت التوب، قال لي هذا المطرز على الفرد يأتي أحلى، رأساً أعطى قاعدة جديدة، إذاً هو ينطق عن الهوى، والله يا أخوان تسعة أعشار ما نقوله عن الهوى، لذلك:
﴿ وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) ﴾
(سورة النجم)
من علمه؟
﴿ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ﴾
(سورة النجم)
تطبيق شرع الله عز وجل يُبعد الإنسان عن جميع المشاكل:
في أوجه التفاسير ربنا جلّ جلاله:
﴿ ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11) ﴾
(سورة النجم)
يعني بلد إسلامي ماليزيا طبقت الشرع بشكل دقيق جداً من الناحية الاقتصادية، حدثنا السفير السوري هناك قال: هذا البلد مجموع صادراته إلى العالم يفوق صادرات العالم العربي بأكمله بما فيه النفط، ومجموع السكان خمسة وعشرون مليوناً كانوا في الغابات قبل خمسة وعشرين سنة، عندهم فائض نقدي ستين ملياراً، ما عندهم بنوك إلا إسلامية حتى البطاقة الائتمانية الصغيرة ما فيها فائدة، أشياء أنا تتبعتها ذهبت إلى هناك مرتين في مؤتمرات إسلامية، بلد إسلامي متواضع قال لي: في ثلاثة عشر بنكاً أصحاب البنوك بوذيون وصينيون وهي إسلامية، ما عندهم استثمار ربوي أبداً، واقتصادهم في الأوج فلذلك:
﴿ يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ (276) ﴾
الملخص:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (2) ﴾
(سورة الحجرات)
والحمد لله رب العالمين
مختارات