شرح دعاء قنوت الوتر
أي: دعاء القيام في صلاة الوتر. ومعنى الوتر الفرد.
(1) ((اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيْمَنْ هَدَيْتَ، وعَافِنِي فِيْمَنْ عَافَيْتَ، وتَولَّنِي فِيْمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيْمَا أعْطَيْتَ، وقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ؛ فَإنَّكَ تَقْضِي وَلا يُقْضَى عَلَيْكَ، إنَّهُ لا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، [وَلا يَعِزُّ مَنْ عَادَيْتَ]، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ))([1]).
- صحابي الحديث هو الحسن بن علي رضى الله عنه قوله: ((اللهم اهدني)) أي: ثبتني على الهداية، أو زدني من أسباب الهداية إلى الوصول بأعلى المراتب.
قوله: ((فيمن هديت)) أي: في جملة من هديتهم، أو هديته من الأنبياء والأولياء.
قوله: ((وعافني فيمن عافيت)) أي: بَرِّئني وادفع عني أسوأ الأدواء والأخلاق والأهواء.
قوله: ((وتولني فيمن توليت)) أي: تَوَلَّ أمري ولا تكلني إلى نفسي في جملة من تفضلت عليهم.
قوله: ((وبارك لي)) أي: أكثر الخير لمنفعتي.
قوله: ((فيما أعطيت)) أي: فيما أعطيتني من العز والمال والعلوم والأعمال الصالحة.
قوله: ((وقني)) أي: احفظني.
قوله: ((شر ما قضيت)) أي: ما قدَّرت لي.
قوله: ((فإنك تقضي)) أي: تقدر أو تحكم بكل ما أردت.
قوله: ((ولا يقضى عليك)) فإنه لا معقب لحكمك، ولا يجب عليك شيء.
قوله: ((وإنه لا يذل)) أي:لا يصير ذليلاً.
قوله: ((من واليت)) من الموالاة ضد المعاداة، قال ابن حجررحمه الله ((أي: لا يذل من واليت من عبادك في الآخرة أو مطلقاً؛ وإن ابتلي بما ابتلي به، وسلط عليه مَن أهانه، وأذله باعتبار الظاهر؛ لأن ذلك غاية الرفعة والعزة عند الله تعالى، وعند أوليائه، ولا عبرة إلا بهم، ومن ثم وقع للأنبياء عليهم الصلاة والسلام من الامتحانات العجيبة ما هو مشهور)).
قوله: ((لا يعز من عاديت)) أي لا يعز في الآخرة أو مطلقاً، وإن أعطي من نعيم الدنيا وملكها ما أعطي؛ لكونه لم يمتثل أوامر الله تعالى ولم يجتنب نواهيه.
قوله: ((تباركت)) أي: تكاثر خيرك في الدارين.
قوله: ((ربنا [وَ] تعاليت)) أي: يا ربنا ارتفعت عظمتك، وظهر قهرك وقدرتك على من في الكون، وارتفعت عن مشابهة كل شيء.
(2) ((اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوْذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأعُوْذُ بِكَ مِنْكَ، لا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ))([2]).
- صحابي الحديث هو علي بن أبي طالب رضى الله عنه.
قد تقدم شرحه؛ انظر حديث رقم (47).
(3) ((اللَّهُمَّ إيَّاكَ نَعْبُدُ، ولَكَ نُصَلِّي وَنَسْجُدُ، وَإلَيْكَ نَسْعَى وَنَحْفِدُ، نَرْجُو رَحْمَتَكَ، ونَخْشَى عَذَابَكَ، إنَّ عَذَابَكَ بالكَافِريْنَ مُلْحَقٌ، اللَّهُمَّ إنَّا نَسْتَعِينُكَ، ونَسْتَغْفِرُكَ، وَنُثْنِي عَلَيْكَ الـخَيْرَ، وَلا نَكْفُرُكَ، وَنُؤْمِنُ بِكَ، وَنخْضَعُ لَكَ، وَنخْلَعُ مَنْ يَكْفُرُكَ))([3]).
هذا أثر من قول عمر بن الخطاب رضى الله عنه.
قوله: ((نَحْفِد)) أي: نسارع.
قوله: ((ملحق)) بكسر الحاء أو فتحها والأول أشهر: أي: واقع لا محالة بهم.
قوله: ((نخلع)) أي: نترك.
33 – الذِّكْرُ عَقِبَ السَّلاَمِ مِنَ الوِتْرِ - ((سُبْحَانَ المَلِكِ القُدُّوسِ)) (ثَلاثَ مَرَّاتٍ، والثَّالِثَةُ يَجْهَرُ بِهَا ويَمُدُّ بِهَا صَوْتَهُ يَقُولُ: [رَبِّ الـمَلائِكَةِ والرُّوحِ]))) ([4]).
- صحابي الحديث هو عبدالرحمن بن أبزى رضى الله عنه .وقد تقدم شرح معانيه؛ انظر حديث رقم (35).
([1]) أخرجه أصحاب السنن الأربعة [أبو داود برقم (1425)، والترمذي برقم (464)، والنسائي (1/252)، وابن ماجه برقم (1178)]، وأحمد [(1/200)]، والدارمي [(1/373)]، والحاكم [(3/172)]، والبيهقي [ (2/209 و497 و498)]، وما بين المعقوفتين للبيهقي، وانظر ((صحيح الترمذي)) (1/144)، و((صحيح ابن ماجة)) (1/194)، و((إرواء الغليل)) للألباني (2/172). (ق).
([2]) أخرجه أصحاب السنن الأربعة [أبو داود برقم (1427)، والترمذي برقم (3561)، والنسائي (1/252)، وابن ماجه برقم (1179)]، وأحمد [(1/96 و118، و150)]، وانظر ((صحيح الترمذي)) (3/180)، و((صحيح ابن ماجه)) (1/194)، و((الإرواء)) (2/175). (ق).
([3]) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى وصحح إسناده (2/211)، وقال الشيخ الألباني في إرواء الغليل: وهذا إسناد صحيح (2/170)، وهو موقوف على عمر رضى الله عنه. (ق).
([4]) رواه النسائي (3/244)، والدارقطني وغيرهما، وما بين المعقوفتين زيادة للدارقطني (2/31)، وإسناده صحيح، انظر: زاد المعاد بتحقيق شعيب الأرناؤوط وعبدالقادر الأرناؤوط (1/337). (ق).
مختارات
-
النسمة العاشرة - حسن الحسنات - (8)
-
" تأثر الحجر الأسود بالذنوب "
-
تابع " المسارعة إلى القربات "
-
طريقة أهل الكفر والعناد في معارضة الأنبياء وأتباعهم - مجرد (سبوبة)
-
ما حكم هذه الأدعية من الاستغفار ؟
-
سورة النحل " سورة النعم "
-
" بر الوالدين "
-
حال السابق بالخيرات - الجزء الثانى
-
أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ
-
" آداب تلاوة القرآن "