اداب الدعاء
أو يجعله ييأس ويقنط من رحمة الله عز وجل، فيقع بذلك في شِراك الكفر وهو لا يدري ..
والمشكلة إنك لم تدعو بشكل صحيح،
قال النبي "إن الله حيي كريم يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرا خائبتين" [رواه الترمذي وصححه الألباني]
تعالوا نتعلم كيف ندعو الله عز وجل بطريقة صحيحة،
وهذه هي الآداب التي تجعل الدعاء على مظنة الإجابة إن شاء الله تعالى ..
الانكسار بين يدي ربك .. بأن تتقدم بين يدي الدعاء باستغفار وتوبة .. فتعترف ذنبك .. وتعدد نعم الله أمام عينيك .. وتستشعر الحرمان من قربه وفضله عز وجل .. ووقتها ستنكسر وتذل بين يدي ربك ..
استقبال القبلة .. ويستحب الوضوء قبله .. وترفع يديك، وتوجه رأسك نحو الأرض وأنت منكسر ذليل فقير ..
الثناء على الله عز وجل وتصلي على الحبيب ..
عن فضالة بن عبيد قال: بينما رسول الله قاعد إذ دخل رجل فصلى فقال اللهم اغفر لي وارحمني، فقال رسول الله "عجلت أيها المصلي إذا صليت فقعدت فاحمد الله بما هو أهله وصل علي ثم ادعه". قال: ثم صلى رجل آخر بعد ذلك فحمد الله وصلى على النبي، فقال النبي "أيها المصلي ادع تجب" [رواه الترمذي وصححه الألباني] .. وقال "كل دعاء محجوب حتى يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم" [حسنه الألباني، السلسلة الصحيحة (2035)]
الجزم في الدعاء وتوقن أن الله يجيبك ..
يقول النبي "إذا دعا أحدكم فلا يقل اللهم اغفر لي إن شئت ارحمني إن شئت ارزقني إن شئت وليعزم مسألته إنه يفعل ما يشاء ولا مكره له"[رواه البخاري] .. ثم تلِح عليه في الدعاء .. والسنة أن تدعو ثلاثًا قال رسول الله "من سأل الله الجنة ثلاث مرات، قالت الجنة: اللهم أدخله الجنة، ومن استجار من النار ثلاث مرات، قالت النار: اللهم أجره من النار" [رواه الترمذي وصححه الألباني]
عن أنس قال: كنت جالسا مع النبي في المسجد ورجل يصلي فقال اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت الحنان المنان بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم أسألك، فقال النبي "دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى " [رواه الترمذي وصححه الألباني] .. وقال "ألظوا بياذا الجلال والإكرام" [رواه الترمذي وصححه الألباني] .. ألظوا أي: أكثروا.
وعليك بدعوة ذي النون .. قال رسول الله "دعوة ذي النون إذ دعاه وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له"[رواه الترمذي وصححه الألباني]
لا تدعو على أهلك أو مالك ..
قال رسول الله "لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على خدمكم ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم"[رواه مسلم]
لا تـلـَحِّن ..
عن عكرمة أن ابن عباس قال "فانظر السجع من الدعاء فاجتنبه، فإنى عهدت رسول الله وأصحابه لايفعلونه".
سل الله خيري الدنيا والآخرة ..
واحذر أن تدعو بدعاء الدنيا فقط قال تعالى {..فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقول رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدّنيَا وَمَا لَه فِي الآَخِرَةِ مِن خَلَاقٍ (200) وَمِنهم مَن يَقول رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدّنيَا حَسَنَةً وَفِي الآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (201) أولَئِكَ لَهم نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبوا وَاللَّه سَرِيع الحِسَابِ (202)}[البقرة] ..
يستحب البكــــاء ..
فالنبي تلا قول الله تعالى في إبراهيم {رَبِّ إِنَّهنَّ أَضلَلنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّه مِنِّي وَمَن عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفورٌ رَحِيمٌ} [إبراهيم: 36]، وقال عيسى {إِن تعَذِّبهم فَإِنَّهم عِبَادكَ وَإِن تَغفِر لَهم فَإِنَّكَ أَنتَ العَزِيز الحَكِيم} [المائدة: 118]، فرفع يديه فقال "اللهم أمتي أمتي". وبكى [رواه مسلم]
ادع وابدأ بنفسك .. ثم بعد ذلك ادع لمن تريد من الناس ..
توخى ساعات الإجابة ..
عند الأذان، وبين الأذان والإقامة، وفي السجود، ودبر الصلوات المكتوبة فقد قيل لرسول الله : أي الدعاء أسمع ؟، قال "جوف الليل الآخر ودبر الصلوات المكتوبات"[رواه الترمذي وحسنه الألباني] ..
وآخر ساعة من يوم الجمعة ما بين العصر والمغرب .. في الثلث الأخير من الليل وقت النزول الإلهي، حين يتودد إليك ..
والأزمنة الشريفة .. مثل يوم عرفة فالنبي قال "خير الدعاء دعاء يوم عرفة" [رواه الترمذي وصححه الألباني]
وادع لأخيك بظهر الغيب .. فهي من أسباب إجابة الدعاء قال رسول الله "دعوة المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به آمين ولك بمثل"[رواه مسلم] ..
دعاء الصائم والمسافر والمظلوم ودعاء الوالد لولده ..
قال "ثلاث دعوات مستجابات دعوة الصائم ودعوة المظلوم ودعوة المسافر" [صحيح الجامع (3030)]، وفي رواية "ثلاث دعوات لا ترد دعوة الوالد ودعوة الصائم ودعوة المسافر" [السلسلة الصحيحة (1797)]
أحسنوا الظن بربكم وتيقنوا من الإجابة، فإنه سميع الدعاء ..
{وَلَقَد نَادَانَا نوحٌ فَلَنِعمَ المجِيبونَ} [الصافات:75]
فاللهم لا تردنا عن بابك مطرودين ولا صفرًا خائبين وارض عنا أجمعين،،
مختارات
-
" آداب المجالس "
-
" خير من رغيفك "
-
الإصلاح بين المسلمين
-
سرية زيد بن حارثة إلى بني ثعلبة بالطَّرف (ماء قرب المدينة) .
-
الْغَفَّارُ الَغَفُورٌ
-
" الانطلاقة الخامسة والعشرون "
-
مقاصد سورة القمر
-
أبو العاص بن الربيع
-
وفاة أم النبي آمنة بنت وهب وحضانة أم أيمن له صلى الله عليه وسلم .
-
الآفة الثانية والعشرون - المراء أو الجدال