الحلم
الحلم
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وآله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد...
أحبتي في الله...
أسأل الله تعالى ان يرزقنا وإياكم حسن الخلق، اللهم كما حسَّنت خَلقنا فحسِّن يا رب خُلقنا، فكما تعلمون: قال صلى الله عليه وسلم: " إنَّ المؤمن ليدرك بحسن الخلق درجة الصائم القائم " [رواه أبو داود وصححه الألباني]
فنريد أن نجدد نوايانا في تحسين أخلاقنا على مدى هذه الفترة، لنحظى بمحبة الله تعالى ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم ومرافقته في الجنة إن شاء الله تعالى.
قال صلى الله عليه وسلم: " أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خُلقًا " [رواه الطبراني وصححه الألباني]
وقال صلى الله عليه وسلم: " إن من أحبِّكم إليَّ وأقربِكم مني مجلسًا يوم القيامة: أحاسنكم أخلاقًا " [رواه الترمذي وصححه الألباني]
وخلقنا اليوم: الحلم وتجنب الغضب.
فإنه وصية النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تغضب " [رواه البخاري]
وأبشر بمحبة الرحمن يا كاظم الغيظ:
قال تعالى: " وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ " [آل عمران:133-134]
وبالحور الحسان:
قال صلى الله عليه وسلم: " من كظم غيظا و هو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رءوس الخلائق حتى يخيره من الحور العين يزوجه منها ما شاء " [رواه أصحاب السنن الأربعة وحسنه الألباني]
الواجب العملي:
لا تنتقم لنفسك، وإنما اجعل الانتصار حين يصيبك البغي وتنتهك محارم الله فلا تغضب لنفسك، وإنما اجعل طاقة الغضب كلها لله.
ارحم الجهلاء بأن لا تقابل إساءتهم بمثلها: " وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا " [الفرقان:63]
إذا سبك أحد أو استفزك فترفع عن مجاراته، وخف أن تقع في العقوبة حين الجواب، وإنما يزيد سفاهة فتزيد حلمًا.
وتذكر أنه صلى الله عليه وسلم ما انتقم لنفسه قط، فتعود من اليوم على كظم الغيظ فاشغل نفسك بالأهم ودع عن سفاهة السفهاء، والحلم وتجنب الغضب بأن تعيش لربك لا لنفسك، وأن تدع ربك يدبر لك، ويدرأ عنك، ويدافع عنك. الجم لسانك، ونفس طاقة الغضب في الغيرة لله تعالى.
أسأل الله تعالى أن يصبرنا ويزينا بالحلم وعدم الغضب، وجزاكم الله خيرا، ولا تنسونا من صالح الدعاء الذي أجد - والله - أثره فلا تحرمونا منه
مختارات