التشبه بالآخرين وتغيير خلق الله
يحاول العلماء اليوم زراعة وجه كامل وقد نجحوا أخيراً ولكن كيف كانت صورة هذا الوجه؟ لنقارن ما وصل إليه العلماء مع خلق الله تعالى....
في خبر علمي بعنوان: " انتشار جراحات التجميل للتشبه بالمشاهير يقلق الأطباء " فقد حذر الأطباء من مخاطر هذا التغيير الذي يجريه الناس لصورة وجوههم بهدف التشبه بالمشاهير من المطربين والممثلين.
ويقول الخبراء إن هذه الظاهرة تزايدت بكثرة في الآونة الأخيرة، وتقول الطبيبة النفسية إيفا ريتفو، والمدرسة في جامعة ميامي ميلر: إن " السعي لتبدو وكأنك شخص آخر، لا يمكن أن يكون طبيعياً، كل شخص ينبغي أن يكون على طبيعته وليس نسخة أخرى من شخص آخر، كل شخص له مواهب فريدة وقدرات ومظهر متميز. "
ولذلك يؤكد الأطباء أن هذه العمليات لتغيير صورة الوجه غير نافعة وغير طبيعية وضارة، لأن لها مخاطر طبية من جهة وآثار نفسية من جهة ثانية. فالإنسان الذي يحاول تغيير خلقه نجده يصاب بنوع من التوتر النفسي أو الاكتئاب لأن الشكل الخارجي تغير ولكن المضمون بقي ذاته، وهذا ما ينعكس سلبياً على هذا الإنسان، بالإضافة إلى الخسائر المادية الكبيرة والتكاليف التي يتكبدها. وكذلك هناك آثار جانبية قد تصل إلى الموت بسبب هذه العمليات، وكم سمعنا بممثلة دفعت حياتها ثمناً لمثل هذه العمليات.
ولذلك تتابع الباحثة قولها: " إن كنت تحاول تقليد المشاهير في مظهرهم فهذا مؤشر واضح على أنك تعاني من تدن في احترام الذات، أو ربما أكثر تعقيداً من ذلك، مثل مشاكل الصحة العقلية كمرض خط الحدود، أو اضطراب الشخصية أو الذهان ".
هل تحدث القرآن عن هذه الظاهرة؟
العجيب أن القرآن الكريم لم يترك شيئاً إلا وتحدث عنه... سبحان الله! لنتأمل هذه الآية التي تتحدث عن زمن سيأتي وسوف يغير بعض الناس صورة وجههم ويغيرون خلق الله تعالى، فقد تعهد إبليس بأنه سيوسوس للناس ويأمرهم ليغيروا خلق الله، يقول تعالى على لسان إبليس: (وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ) [النساء: 119]، ثم يقول تعالى محذراً عباده: (وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا) [النساء: 119].
ولذلك نقول: أليست هذه الآية معجزة واضحة لكتاب الله تعالى؟ ومن الذي أخبر محمداً صلى الله عليه وسلم بأن إبليس سيأمر الناس فيغيروا خلق الله، مع العلم أن هذه الظاهرة لم تكن معروفة زمن النبي صلى الله عليه وسلم؟ إن هذه الآية تشهد على إعجاز هذا الكتاب العظيم وصدق النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.
فتبارك الله أحسن الخالقين
يحاول العلماء اليوم التحكم بالوجه وبالتالي فقد تمكنوا من إجراء تغيير وجه كامل! وإليكم هذا الخبر:
نجح فريق طبي في إجراء عملية معقدة لزراعة وجه كامل لمريض بعد أن تلف وجهه الأصلي إثر إصابته بعيار ناري، وهي العملية الأولى من نوعها على مستوى العالم (حسب صحيفة الباييس الأسبانية)..
أشار الفريق الطبي إلى أن حالة المريض " أوسكار " تتحسن بشكل تدريجي وأنه بحاجة إلى ثمانية عشر شهراً حتى تستقر حالته نهائياً ويبدأ حياته الجديدة. يذكر أن أوسكار أصبح يأكل ويتحدث حتى ولو كان بصعوبة بالغة. وعلى الرغم من نجاح العملية إلا أن صورة الوجه تبدو وكأنها مشوهة وغير طبيعية.
عندما ننظر إلى صورة وجه المريض بعد نجاح العملية نرى بأنها أبعد ما يكون عن الصورة الطبيعية، وربما ندرك في هذا المقام معنى قوله تعالى: (وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ) [غافر: 64]. فقد اختار الله لنا أفضل وأحسن صورة، ونشاهد اليوم أطباء الجراحة التجميلية يجتمعون ويستخدمون آخر ما وصل إليه العلم من تكنولوجيا... وعلى الرغم من ذلك نجد صورة الوجه الناتجة تبدو وكأنها مشوهة.
ومن هنا نتوجه بسؤال لأولئك الذين يدعون أن الإنسان والكون والطبيعة كل ذلك وُجد وتطور بالمصادفة: كيف تمكنت " المصادفة " من خلق إنسان بصورة كاملة، ومن أين جاءت هذه القوانين التي تنظم الكون بما فيه من روعة ودقة وإبداع؟ ولو كانت العملية تتم بالمصادفة لتمكن العلماء من تقليد هذه المصادفة بسهولة، ولكن البشر يقفون عاجزين عن خلق ذرة واحدة من العدم!
ولذلك فإن الله تعالى تحدى أولئك الملحدين وقال لهم: (هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) [لقمان: 11]، وهذا يعني أن كل من ينكر وجود خالق للكون إنما هو في ضلال واضح، والحمد لله رب العالمين.
مختارات