حكم افراد الذكر بمكان او زمان معين
يعنى يذهب إلى مكان معين فيقول كلمات معينة، لم يأتِ الشرع بهذا التقييد، أو فى وقتٍ معين يختصه ببعض الأشياء التى لم يرد الشرع بتقييدها، وهذا مما يدخل تحت مسمى البدعة الإضافية، فمثلاً: يصنع بعض الناس فى بعض الأزمنة أن يخترع أدعيةً خاصة، يعنى دعاء ليلة النصف من شعبان، ويصنع هذا. دعاء ليلة الجمعة. ذكر كذا، ذكر أول رجب، ذكر العشر الأول من ذى الحجة. يختص هذا الزمان؛ يختصـه بشئٍ لم يرد الشرع بمثل ذلك، ولاحظوا يختصه بشئٍ لم يأتِ الشرع به، أمَّا أن يُقال أحيوا الأيام بذكر الله، هذه أيامٌ فاضلات؛ مثلاً فى الأيام العشر الأول من ذى الحجة، فيقال قال النبى صلى الله عيه وسلم " ما من أيامٍ العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام، فأكثروا فيهن " كما ذكر النبى صلى الله عيه وسلم والحديث فى المسند " فأكثروا فيهن من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير "، فأن يُقال للناس مثل هذا، أتى به الشرع، أن يُقال للناس هذه أزمنةٌ فاضــلة يُستحب فيها الإكثار من الذكر من استغفارٍ وصلاةٍ على النبى صلى الله عيه وسلم، أن يُقال مثل هذا.. تهيأوا لمثل هذه الأيام بأعمال برٍ ونحو هذا، هذا شئ وتقييد اليوم بشئ. يعنى أقول الأول من ذى الحجة استغفر فيه مائة، أو وافعل فيه كذا وافعل فيه كذا، الأول من ذى الحجة فإذا جاء العام القادم تفعل مثل هذا الأمر، فتفهم أنَّ الأول من ذى الحجة مخصوصٌ بهذا، ليس هذا هو المطلوب بطبيعة الحال، هذا تقييد لم يأتِ به الشرع، هذا تقييد لم يأتِ به الشرع، يدخل فى ما يُسمى عند أهل العلم بالبدعة الإضافية.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية " فأمَّا اتخاذ اجتماع يُتَكَرر بتكرار الأسابيع أو الشهور أو الأعوام غير الاجتماعات المشروعة فإنَّ هذا يضـاهى الاجتماعات للصلوات الخمس وللجمعة وللعيدين وللحج، وذلك هو المبتدع المُحدَث "، فأرجو أن تتبينوا مثل هذا وأن تفهموا هذا ولا تخلطوا الأمور فتفهموا ما معنى التقييد الذى أتى النهى به والله تعالى أعلى وأعلم
شرح الوابل الصيب للشيخ هانى حلمى
مختارات