الوكيل
اسم الله تعالى الوكيل
الله سبحانه وتعالى هو الوكيـــل الذي توكل بالعالمين خلقًا وتدبيرًا، وهداية وتقديرًا.. فهو المتوكل بخلقه إيجادًا وإمدادًا، كما قال تبارك وتعالى: " اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ " [الزمر:62].
والوكيل الكفيل بأرزاق عباده ومصالحهم، وهو سبحانه وكيل المؤمنين الذين جعلوا اعتقادهم في حوله وقوته،
وخرجوا من حولهم وطولهم وآمنوا بكمال قدرته، وأيقنوا أنه لا حول ولا قوة إلا بالله، فركنوا إليه في جميع أمورهم، وجعلوا اعتمادهم عليه في سائر حياتهم، وفوضوا إليه الأمر قبل سعيهم واستعانوا به حال كسبهم،
وحمدوه بالشكر بعد توفيقهم، والرضا بالمقسوم بعد ابتلائهم.. قال تعالى: " إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ " [الأنفال:2].
المعنى اللغوي للاسم:
وَكِلَ بالله وتوكَّل عليه واتكل، أي: استسلم له، ويقــال: توكَّل بالأمر إذا ضَمِنَ القيــام به، ووكَلْت أمري إلى فلان، أي: ألجأته إليه واعتمدت فيه عليه.
ووكل فلانٌ فلانًا: إذا اسْتَكفاه أَمْرَه، إما ثقةً بِكفايَتِه أو عَجزًا عن القيام بأمر نفسه.. ووَكَلَ إليه الأمر، أي: سَلَّمهُ، وَوَكَلَهُ إلى رأيه، أي: تركه.
قال الجوهري: " والتوكُّل: إظهار العجز والاعتماد على غيرك، والاسم التُّكلان ".
وقـال الزجـاجي: " الوكيــل فعيــل، من قـولك: وكلت أمـري إلى فلان وتوكَّـل به، أي جعلته يليـه دوني وينظـر فيـه ".
والوكيــل: الكفيــل.. كما في قول الله: ".. قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ " [يوسف:66]..
والكافل، أي: العائــل، كما في قوله تعالى: ".. وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا.. " [آل عمران:37] أي: قام على أمورها وكان عائلاً لها.
فمعنى الاسم يدور حول الاستسلام لأمر الله سبحانه وتعالى والركون إليــه وصدق اللُجأ عليه وإليه، والاعتماد على الله سبحــانه وتعالى والاعتصــام بهِ.
فلابد للمتوكل أن يستشعر افتقاره وضعفه لله تبـــارك وتعالى.. ولا يرى لنفسه شيئًا، وبذلك يُحفَظ من العُجب.
ورود الاسم في القرآن الكريـم والسُّنَّة النبويــة:
ورد الاسم مُطلقًا مُعرفًا في قول الله تعالى: " الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ " [آل عمران:173] وورد في عدة مواضع أخرى مقرونًا بمعاني العلو، والعلو يزيد الإطلاق كمالاً على كمال كما ورد في قوله تعالى: " ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ " [الأنعام:102].
أما وروده في السُّنَّة النبويــة.. عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: " حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ " قَالَهَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَام حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ، وَقَالَهَا مُحَمَّدٌ حِينَ قَالُوا: " إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ " " [البخاري].
معنى الاسم في حق الله تعالى:
قال الفراء في قوله تعالى: ".. فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا " [المزمل:9] أي: كفيلاً بما وعدك.
وقـال في قولـه تعـالى: ".. أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا " [الإسراء:2] أي: كافيًا وربًّا.
وقال ابن جرير في قوله تعالى: ".. حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ " [آل عمران:173] أي: يكفينا الله وهو نعم المولى لمن وليه وكفله، وإنما وصف الله تعالى نفسه بذلك ؛ لأن الوكيل في كلام العرب هو: المُسْنَد إليه القيـام بأمر من أسند إليه القيام بأمره، فلما كان القوم الذين وصفهم الله تعالى في هذه الآيــات كانوا قد فَوَّضُوا أمرهم إلى الله ووثقوا به وأسندوا ذلك إليه، وصف نفسه بقيامه لهم بذلك، وتفويضهم أمرهم إليه بالوكالة، فقال: ونعم الوكيل الله تعالى لهم.
فمن ذا الذي لجأ إليه وأدبَر عنه؟!.. فهو سبحانه لا يخذل من لجأ إليه بصدقٍ أبدًا.
وقال في قوله تعالى: " وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا " [الأحزاب:3] أي: توكَّل يا محمد على الله، وفوِّض أمرك إليه، وثق به في أمورك، وولِّها إيـــاه.. " وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا " فالله تعالى كافيك وهو حَسْبُكً وناصُرك ووليًا لك ودافعًا عنك.
وقال في قوله تعالى: ".. وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ " [الأنعام:102] أي: الله على كل ما خلق من شيء رقيبٌ وحفيــظ، يقوم بأرزاق جميعه وأقواته وسياسته وتدبيره وتصريفه بقدرته.
فيتلخَّص في الوكيــل ثلاثة معان:
1) الكفيــل.. 2) الكافي.. 3) الحفيـــظ.
قال الحليمي: الوكيــل هو الموكَّل والمفوَّض إليه علمًا بأن الخلق والأمر له، لا يملك أحد من دونه شيئًا.
وهذا ما ينبغي أن يترسخ في القلوب تجــاه ربِّكَ الوكيــل جلَّ جلاله.
آثار الإيمان باسم الله تعالى الوكيل:
1) أن الله سبحانه وتعالى هو القائم بأمر الخلائق أجمعين والمتكفِّل برزقهم وإيصاله لهم، والرعاية لمصالحهم، وما ينفعهم في دنيــاهم وأخراهم.. ويلزم من كونه سبحانه وتعالى وكيلاً، أن يكون حيًا، قويًا، عليمًا، قديرًا، رحيمًا، حكيمًا، جوادًا، كريمًا، يفي بعهده ويصدق خلقه وعده.. إلى غير ذلك من الأوصاف الجليلة اللائقة بكماله وعظمته جلَّ جلاله.
قال القرطبي: فيجبُ على كل مؤمن أن يعلم أن كلَّ ما لا بدَّ له منه، فالله سبحــانه هو الوكيـل والكفيــل المتوكِّل بإيصاله إلى العبد، إما بنفسه فيخلقُ له الشَّبع والرِّي كما يخلق له الهداية في القلوب، أو بواسطة سبب كمَلَك أو غيره يوكَّل به.
فالله سبحانه وتعالى يرى عبدهُ ضالاً فيهديهُ، حين يركن بقلبه عليه.. لذا فوِّض أمرك له، ثمَّ بعد ذلك تنعَّم بفضله عليه.
2) الفرق بين وكالة الخالق ووكالة المخلوق:
فالعبد قد يشترك مع الخالق سبحانه وتعالى في بعض دلالات الأسماء الحسنى ؛ كالسمع والبصر والحياة وغيرها من الصفات.. وهذا لا يعني التشابه في الصفات لمجرد الاشتراك في الأسماء ؛ فأين سمع الإنسان من سمع الرحمن، وأين بصره من بصرهِ سبحانه وتعالى، وأين علمهُ من علمهِ..
وأين التراب من ربِّ الأربــاب سبحانه وتعالى؟!
وإذا كان بعض الخلق قد يتوكَّل بغيره من الضعفاء واليتامى والمساكين والأرامل، فلا يعني هذا أنه قد شابه الله تعالى في صفته، فإن هذا المتوكل بأمر غيره هو نفسه محتاجٌ إلى رزق الله ومَعُونته ورحمته وفضله.
قال ابن العربي: فإذا علمتم معنى الوكيل، فلله في ذلك منزلته العليا بأحكامٍ تختص به أربعة:
الأول: انفراده بحفظ الخلق..
الثاني: انفراده بكفايتهم..
الثالث: قدرته وحده على ذلك..
الرابع: أن جميع الأمر من خيرٍ وشر، ونفعٍ وضُرٍّ، كل ذلك حادثٌ بيده.
أما العبد فالمنزلة السفلى له وفي ذلك ثلاثةُ أحكــام:
الأول: أن يتبرأ من الأمور إليه ؛ لتحصل له حقيقة التوحيــد ويرفع عن نفسه شغب مشقة الوجـوب.. كالرجل الذي يتولى أمر أهله وينفق عليهم ؛ فإن الرزق ليس بيده بل الله سبحانه وتعالى هو الرزَّاق، فينبغي أن لا يمنَّ على أهله بإنفاقه عليهم وإذا سألوه شيئًا عليه أن يطلب منهم أن يسألوا الله تعالى أن يرزقه حتى ينفق عليهم مما رزقه الله.
الثاني: أن لا يستكثر ما يسأل ؛ فإن الوكيــل غني.. ولهذا قيل: " من علامة التوحيد كثرة العيـــال على بساط التوكُّل ".
الثالث: أنك إذا علمت أن وكيلك غنيٌّ وفيٌّ قادرٌ مَلِيٌّ.. فأعْرِض عن دنيـــاك وأقبِل على عبادة من يتولاَّك.
حظ المؤمن من اسم الله تعالى الوكيل:
1) الزهد في الدنيـــا وما فيها:
فلا يركن على أحدٍ سوى الله، ويعلم أنه وحده سبحانه وتعالى الذي يكشف عنه الضُرَّ.. وأنت عندما تُبتلى، هل تهرع إلى الله وتركن بقلبك عليه؟ أم تعتمد على منصبك ومعارفك؟ فإذا ركنت إلى أيٍ من تلك الأمور الدنيوية،
اعلم أن هناك قدحٌ في إيمانك بهذا الاسم.
2) تحقيــق معنى التوكُّل:
يقول تعالى: " وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا " [الأحزاب:3].
ويقول: " وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا " [الفرقان:58] لِمَ تتوكَّل على عبادٍ يموتون ويفنون ولا يقدرون على نفعك أو ضرك؟! توكَّل على الحي الذي لا يموت، وقال سبحانه وتعالى: " وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَـاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَـعُ الْأَمْرُ كُلُّـهُ فَاعْبُـدْهُ وَتَوَكَّـلْ عَلَيْهِ وَمَـا رَبُّكَ بِغَافِـلٍ عَمَّـا تَعْمَلُونَ " [هود:123] فلو كُشِفَ الحجــاب ورأينا مآلات الأمور، لرضيَّ كل واحدٍ منا بقدر الله سبحانه وتعالى.. فوكِّل له أمرك ؛ فإنه يعلم ما لا تعلمه وهو سبحانه وتعالى يُقدِّر لك الخيــر.
إذًا، كيف نُحقق التوكُّل على الله؟
فوائـد التوكُّل وكيفيـة تحقيقه:
معنى التوكُّل: صدق اعتماد القلب على الله في استجلاب المصالح ودفع المضـــار من أمور الدنيــا والآخرة.. وهو الثقة فيما عند الله واليأس مما في أيدي الناس.
فلا يعطي ولا يمنع ولا ينفع ولا يضر سوى الله جلَّ وعلا.
ولا يستقيم التوكل بدون الأخذ بالأسبــاب.. يقول ابن القيم: " فالتوكل من أعظم الأسباب التي يحصل بها المطلوب ويندفع بها المكروه، فمن أنكر الأسباب لم يستقم منه التوكل.
ولكن من تمام التوكل: 1) عدم الركون إلى الأسباب 2) وقطع علاقة القلب بها.. فيكون حال قلبه قيامه بالله لا بها، وحال بدنه قيامه بها " [مدارج السالكين].
الفرق بين التوكُّل والاتكـــال:
التوكل المأمور به هو: الأخذ بالأسباب مع تفويض أمر النجاح لله والثقة بأنه لا يُضيع أجر من أحسن عملا.. أما إن قعد عن الأسباب ولم يسع في إتخاذها، فليس هذا من التوكُّل في شيء وإنما هو اتكالٌ وتواكل حذرنا منه النبي صلى الله عليه وسلم.
عَنْ مُعَاذٍ قَالَ: كُنْتُ رِدْفَ النَّبِيِّ عَلَى حِمَارٍ يُقَالُ لَهُ عُفَيْرٌ فَقَالَ: " يَا مُعَاذُ، هَلْ تَدْرِي حَقَّ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ وَمَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ؟ " قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: " فَإِنَّ حَقَّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَحَقَّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ أَنْ لَا يُعَذِّبَ مَنْ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا " فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا أُبَشِّرُ بِهِ النَّاسَ، قَالَ: " لَا تُبَشِّرْهُمْ فَيَتَّكِلُوا " [متفق عليه].
فهنا يضع الرسول قاعدة جليلة، هي: إن كل ما يؤدي إلى ترك العمل أو يكون مظنة للاتكال والتواكل فليس من التوكُّل في شيء.
فالاتكــال يعني: ترك العمل وعدم الأخذ بالأسبــاب.
الفرق بين التوكُّل والتفويــض:
والتفويض أعمُّ من التوكٌّلِ.. يقول صاحب المنازل: " التفويض ألطف إشارة وأوسع معنى من التوكل ؛ فإن التوكل بعد وقوع السبب والتفويض قبل وقوعه وبعده وهو عين الاستسلام والتوكل شعبة منه ".
يقول اين القيم: " يعني أن المفوِّض يتبرأ من الحول والقوة ويفوض الأمر إلى صاحبه من غير أن يقيمه مقام نفسه في مصالحه، بخلاف التوكل فإن الوكالة تقتضي أن يقوم الوكيل مقام الموكل " [مدارج السالكين].
التوكل والثقة بالله:
يقول ابن القيم: " قال صاحب المنازل: الثقة: سواد عين التوكل ونقطة دائرة التفويض وسويداء قلب التسليم، وصدَّر الباب بقوله تعالى لأم موسى: ".. فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ " [القصص:7] فإن فعلها هذا هو عين ثقتها بالله تعالى ؛ إذ لولا كمال ثقتها بربِّها لما ألقت بولدها وفلذة كبدها في تيار الماء تتلاعب به أمواجه وجرياته إلى حيث ينتهى أو يقف.
ومراده: أن الثقة خلاصة التوكل ولبه، كما أن سواد العين: أشرف ما في العين، وأشار بأنه نقطة دائرة التفويض إلى أن مدار التوكل عليه وهو في وسطه كحال النقطة من الدائرة فإن النقطة هي المركز الذي عليه استدارة المحيط ونسبة جهات المحيط إليها نسبة واحدة وكل جزء من أجزاء المحيط مقابل لها كذلك الثقة هي النقطة التي يدور عليها التفويض " [مدارج السالكين].
فإذا وثقت في الله تعالى، سينبع التفويض والتوكُّل.
مواطن التوكُّل:
فالتوكُّل مطلوب في كل لحظةٍ من حيــاتك.. لكن هناك مواطن معينة جاء الشرع بالحضِّ عليها وهي 15 موطن:
1) إن طلبت النصر والفرج، فتوكَّل على الله: قال تعالى: " إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ " [آل عمران:160].
2) إذا أعرضت عن أعدائك ورفقاء السوء، فليكن رفيقك التوكُّل: قال تعالى: ".. فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا " [النساء:81].
3) إذا أعْرَض عنك الخلق، فتوكَّل: قال تعالى: " فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ " [التوبة:129] فلا تضعُف وتتذبذب إذا أعرض الناس عن دعوتك إياهم للخير، بل ثق في الله وتوكَّل عليه.
4) إذا تلوت القرآن أو تُليَّ عليك، فاستَنِدْ على التوكُّل: ثق في إن هذا البيــان هو الحق من ربُّك واخضع لحكمه، قال تعالى: " إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ " [الأنفال:2].
5) إذا طلبت الصُلح والإصلاح بين قومٍ، لا تتوسل إلى ذلك إلا بالتوكُّل: يقول الله تعالى: " وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ " [الأنفال:61].
6) إِذا وصلت قوافل القضاءِ، استقبِلْها بالتَّوكُّل: " قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ " [التوبة:51].
7) إِذا نَصبتِ الأَعداءُ حِبالات المكر، ادخُلْ أَنت فى أَرض التوكُّل: " وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللّهِ فَعَلَى اللّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُواْ إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُونِ " [يونس:71].
8) وإِذا عرفت أَنَّ مرجع الكلّ إِلى الله وتقدير الكلّ منه سبحانه، وطِّنْ نفسك على فَرْش التوكُّل: " وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ " [هود:123].
9) إِذا علمت أنَّ الله هو الواحدُ على الحقيقة، فلا يكن اتِّكالك إِلاَّ عليه: " .. قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ " [الرعد:30].
10) إِذا عرفت أَنَّ هذه الهداية من عند الله تعالى، فاستقْبِلها بالشُّكر والتَّوكُّل: " وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ " [إبراهيم:12].
11) إِذا خشِيت بأْس أَعداءِ الله، والشيطان الغدّار، لا تلتجئ إِلاَّ ببــاب العزيـز الغفــار: " إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ " [النحل:99].
12) إِن أَردتَ أَن يكون الله وكيلك فى كلّ حال فتمسَّك بالتَّوكُّل فى كلِّ حالٍ: " وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا " [الأحزاب:3].
13) إِن أَردتَ أَن يكون الفردوس الأَعلى منزلك انزل فى مقام التوكُّل: " الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ " [العنكبوت:59].
14) إِن شئت النزول محلَّ المحبَّة، اقصد أَولاً طريق التوكُّل: " .. فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ " [آل عمران:159].
15) إِن أَردتَ أَن يكونَ الله تعالى لكَ، وتكون خـــالصًا لله، فاستقرَّ على تَخْت التوكُّل: " .. وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ.. " [الطلاق:3]، " فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّكَ عَلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ " [النمل:79].
الدعـــاء باسم الله الوكيــل:
عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن واستمع الإذن متى يؤمر بالنفخ فينفخ " فكأن ذلك ثَقُل على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال لهم: " قولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل على الله توكلنا " [رواه الترمذي وصححه الألباني].
وهو من الأذكــار المهجورة التي ينبغي على كل من يؤمن باليــوم الآخر ويخشى أهواله أن يُكثِر من ترديده.
ومما ورد من الدعاء بالوصف.. قول الرسول صلى الله عليه وسلم: " دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت " [رواه أبو داوود وحسنه الألباني، صحيح الجامع].
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا حقيقة التوكُّل عليه.. وأن يكون لنا نِعْمَ المولى وَنِعْمَ الوكيـــل.
مختارات