الجمع بين حفظ الحديث وفهمه..
يظن بعض طلاب العلم أن حفظ متونالحديث يكفي لأن يكون الواحد منهم فقيهاً،وهذا لايصح، بل لابد من دراسة فقهالحديث ومعرفة معناه، لأن الحديث لهمعاني يعرفها أهل العلم، ولهدلالات مختلفة، كالوجوب والاستحبابوالإباحة والكراهة والتحريم، وقد يكون عامأو خاص وغير ذلك من أدلة الأحكام،وحتى يتضح المراد فلنتأمل هذه القصة.
كان بعض رواه الحديث في مجلس الحديث، فدخلت امرأة تسأل عن حكم تغسيلالحائض للميت، فلم يعرف الرواة الإجابة معأنهم يحفظون مئات الأحاديث بأسانيدها،وقالوا للمرأة انتظري حتى يأتي الإمام الفقيهأبو ثور، فجاء أبو ثور وسألته المرأة عن حكمتغسيل الحائض للمرأة الميتة؟ فقال: يجوز،والدليل حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: إن حيضتكليست في يدك.
رواه مسلم.
وبعد ذلك قام رواة الحديث الذين كانوا فيالمجلس، وقالوا نعم هذا الحديث رواه فلانعن فلان، وذكروا عدة أسانيد.
فانظر هنا كيف أن الرواة لم يعرفوا الحكم منالحديث مع معرفتهم بطرق الحديث وأسانيده، وكيف عرف الفقيه أبو ثور الإجابة فيلحظة، لأنه يعرف كيف يستنبط الحكممن الدليل.
وهنا تنبيهات:
١- حفظ الدليل مطلوب لكي تكونالنصوص حاضرة في ذهن طالب العلم.
٢- لابد من معرفة المعنى من الدليل، وذلكمن خلال شروحات الحديث والتربية عندشيخ يعلمك أصول الاستنباط.
٣- قد نكون في زمن قلّت فيه دروسالعلماء في المساجد، ولكن ولله الحمد توجدمئات الدروس في الإنترنت ويمكنكالاستفادة منها لتتعرف على كثير من مسائلالعلم.
٤- إذا كنتَ تقرأ آية أو حديث ولم تفهمالمعنى، فأوصيك بأن تبحث عن المعنىمباشرة، ويفيدك في ذلك أن تحمّلالتطبيقات النافعة في القرآن والحديث فيجوالك لترجع إليها حينما تُشكل عليكالمسألة.
مختارات

