جنة المراقبة
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم..
أما بعد.. أحبتي في الله..
أسأل الله تعالى أن يرزقنا العون والهداية والسداد والرشاد، وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، ويديم علينا لذة عبادته، ويدخلنا جنة الدنيا قبل جنة الآخرة، ونسأله لذة النظر إلى وجهه الكريم في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة.
أحبتي....
دعونا ندخل في جنة لعلها توقظنا، وتشحذ هممنا، وتعلمنا القرب من ربنا، وتحسس قلوبنا بما ينبغي أن يكون فيها، إنها جنة المراقبة.
فيا كل من يقرا رسالتي، خذوها عظة لقلوب الغافلين من أمثالي !!.
في الحلية (1/235) قال محمد بن علي الترمذي: اجعل مراقبتك لمن لا يغيب عن نظره إليك، واجعل شكرك لمن لا تنقطع نعمه عنك، واجعل خضوعك لمن لا تخرج عن ملكه وسلطانه.
الله ناظر لك الآن فما أنت بفاعل؟؟
قال عبد الله بن فاتك: إذا كنت غافلا فانظر نظر الله إليك، وإذا كنت قائلاً فانظر سمع الله إليك، وإذا كنت ساكتًا فانظر علم الله فيك، قال تعالى: " إنني معكما أسمع وأرى "
تفهمون؟؟؟ الآن يسمع كلامنا الآن فماذا تقولون؟ (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر)
الله يرى إلى أين شيء تنظرون؟؟؟ (من سره أن يحب الله ورسوله فليقرأ ولينظر في المصحف) (فانظر إلى آثار رحمة الله)
وهذا علم المراقبة، اختبار خطير لأحوال الإيمان؟
كم مرة يأتي الله على بالك خوفًا أو حياء أو حبًا؟؟؟ أعطني نسبة مئوية !!
كم مرة تركت فيها شيئًا لا يحبه ربك مخافة منه أو حياء منه أو حبًا؟؟
كم مرة آثرت الله فيها على هواك وجاهدت - كما طلبت منك بالأمس - في طاعة الله مخافة من ربك حبيبك وسيدك ومولاك أو حياء أو حبًا؟
نعم فهذه الثلاث تورث المراقبة:
في الحلية (10/93-94) قال الحارث المحاسبي: إن المراقبة تكون على ثلاث خلال:
على قدر عقل العاقلين ومعرفتهم بربهم يفترقون في ذلك.
فإحدى الثلاث: الخوف من الله.
والخلة الثانية: الحياء من الله.
والخلة الثالثة: الحب لله.
فأما الخائف فمراقب بشدة حذر من الله تعالى وغلبة فزع. (هل أنت هذا الرجل، وهل أنت هذه الأخت؟)
وأما المستحيي من الله فمراقب بشدة انكسار وغلبة إخبات. (تشعر بهذا الانكسار أو الافتقار، وتحسين أنك هكذا !!)
وأما المحب فمراقب بشدة سرور وغلبة نشاط وسخاء نفس مع إشفاق لا يفارقه. ( أين نشاطكم يا محبون؟؟)
كلام الحارث وقع على الجرح، فهل من مراقب لله تعالى ليهنأ " ولمن خاف مقام ربه جنتان "
مختارات