فصل ( فيما يباح للرجال من الحرير والذهب كالعلم والزر) .
فصل ( فيما يباح للرجال من الحرير والذهب كالعلم والزر).
ويباح من ذلك للرجل علم الثوب ورقعته ولبنة جيبه وسجف الفراء ونحوها قدر كف حرير عرضا قدمه في الرعاية الكبرى وقيل: بل أربعة أصابع مضمومة فأقل نص عليه وقطع به في المستوعب والتلخيص والشرح وابن تميم وغيرهم، وليس هذا القول بمخالف لما قبله، بل هما سواء وفي العلم المذهب قدر كف أو أقل والزر الذهبي ونحوهما وجهان.
وذكر ابن تميم عن ابن أبي موسى أنه لا بأس بالعلم الدقيق دون العريض وذكر في المستوعب عن ابن أبي موسى أنه قال في العلم إن كان عريضا كره ولا بأس بالدقيق، ومن لبس ثيابا في كل ثوب قدر يعفى عنه ولو جمع صار ثوبا فذكر في المستوعب وابن تميم أن لا بأس به، وذكر في الرعاية أن لا يحرم بل يكره.
وتباح الخياطة بحرير وما تلف به رءوس الأكمام وفروج الثياب والرقم فوق ثوب قطن ونحو ذلك قال غير واحد من أصحابنا: ويباح الخز نص عليه وهو حرير، ووبر طاهر من أرنب أو غيره قال بعضهم: لا بأس بلبس الخز نص عليه وجعله ابن عقيل كغيره من الثياب المنسوجة من الحرير وغيره، وفرق أحمد بينهما بأن هذا لبسه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وذاك محدث بأن الخز لا سرف فيه ولا خيلاء بخلاف ذاك فهذا الفرق أومأ إليه في رواية أبي بكر وغيره، والفرق الأول في رواية صالح وغيره وما عمل من سقط حرير ومشاقته وما يلقيه الصانع من فمه من تقطيع الطاقات ودق وغزل ونسج فهو كحرير خالص في ذلك وإن سمي الآن خزا ويباح الكتان قال ابن حمدان: لا القز، وهذا الكلام عجيب ; لأن القز حرير.
شرح العبارة:
1.
وتباح الخياطة بحرير
أي: يجوز أن تكون خيوط الثوب من حرير، ولو كان الثوب نفسه قطنًا أو صوفًا.
فالحرير هنا ليس هو النسيج كله، وإنما الخيوط فقط.
2.
وما تُلفّ به رؤوس الأكمام
أي: يجوز أن يُزيَّن الثوب بقطع صغيرة من الحرير عند أطراف الأكمام (حواشي الأكمام).
المقصود أن تكون الزينة خفيفة، لا أن يكون الكم أو الثوب كله من حرير.
3.
وفروج الثياب
الفروج: جمع "فَرْج" وهو الموضع المفتوح من الثوب مثل فتحة العنق أو الشقوق الجانبية.
أي: يجوز أن يُزيَّن أطراف الفتحات بالحرير.
4.
والرَّقم فوق ثوب قطن
الرقم: التطريز والنقوش التي تُوضع على الثياب.
أي: يجوز أن تُطرَّز ثياب القطن أو الصوف بخيوط حرير أو قطع حرير صغيرة.
مختارات