زوجتي رفضت مدينتي..
حكى لي أحد الشباب قصته وقال: تزوجت من ابنة عمي التي تسكن في مدينة أخرى، وسافرنا لشهر العسل، وبعد عودتنا قالت: أريد الذهاب لأهلي لأرتاح قليلاً.
قلت: لا مانع، وفعلاً ذهبتُ بها لأهلها.
وبعد مضي أسبوعين اتصلتُ بها لأحدد موعد رجوعها عندي ورفضت بشكل غريب، فظننتها تمزح، ولكنها أصرت وقالت: أنا لا أستطيع أن أتأقلم على المدينة التي أنتَ فيها وأريد الرجوع لأهلي.
فقال لي: ما هو الحل ؟
قلت: هل حدث بينكم خلاف أو شيء ؟
قال: لا.
قلت: إذن تواصل مع والدها واسمع منه رأيه.
فاتصل به وقال والدها: البنت لا تريد السكن في مدينتك ولابد أن تنتقل أنت لنفس مدينتنا.
يقول الزوج: أنا مرتاح في عملي هنا، والانتقال ليس من السهل كما هو معلوم في إجراءات الانتقال.
فقلت للزوج: اجعل إخوتك يزورون والدها للتفاهم في الموضوع وأنه ليس من المقبول أن ترفض الفتاة زوجها بسبب اختلاف المدينة، وبإمكانها أن تزور أهلها في أوقات متباعدة كما يفعل الكثير منا.
المهم وبعد طول نقاش ومحاولات للصلح اقتنعت البنت بالرجوع لزوجها والسكن معه.
هنا تعليقات:
1 – لابد على الزوج إذا تزوج فتاة من مدينة أخرى أن يبين لها قبل عقد الزواج أن موضوع الانتقال لمدينة أهلها لن يتحقق بين يوم وليلة، لأن بعض البنات تظن أن زوجها له حرية التصرف في وظيفته من ناحية الدوام والانتقال للمدينة التي تريد.
2 – إنك لتتعجب من تلك الزوجة التي تترك زوجها لمجرد أنها لم تتعود على تلك المدينة،وهذا بلا شك يدل على ضعف تفكيرها ونقص نظرتها للحياة، لأن الزواج يتطلب أن تتأقلم مع ظروف الحياة مع زوجها، فالزوج لا يملك قرار الانتقال، وكم هم النساء اللواتي عشن مع أزواجهن في بلاد بعيدة ونجحوا معهم وأخرجوا أجيالاً ناجحة.
ولا أكتمكم سراً أن من المشكلات التي تصلني هي أن الزوجة رفضت التأقلم مع مدينة زوجها مما أثرت على نفسيتها ثم على نفسيته، ولعل الزوج يصبح هاجسه الكبير بعد زواجه هو كيف ينتقل لمدينة زوجته، ولعل العمل يرفض ثم يبحث عن شفاعات، ولعله يعيش في عمل مريح ويمتلك مزايا عديدة ولكنه بعد الانتقال سيخسر الكثير.
3 – يجب على أهل الزوجة قبل أن يزوجوا ابنتهم من زوج يعمل في مدينة أخرى أن يبينوا لها أن البقاء مع زوجها أساس مهم في طبيعة الحياة الزوجية، وأن الانتقال ليس من السهل بمكان.
4 – أقول لكل زوجة: كوني قوية وحكيمة وجاهدي نفسك للاستمتاع مع زوجك في مدينة عمله، وابحثي عن طرق جدية للتأقلم في تلك المدينة، واقنعي بالحياة مع زوجك، مادام أنه رائع في تعامله معك، وغداً يكون عندكِ أولاد وتعيشين معهم الأنس والسعادة.
مختارات