أصدقاء الفرح فقط..
قرأت كلمة أعجبتني: من لم أجده وقت حزني، لا أريده وقت فرحي.
نعم والله، إن الصديق الذي يختفي عندالمصيبة التي تحيط بك، مع أنهيعرف تفاصيل تلك المشكلة، وربمايكون قريباً لك كالأخ، أو قريباً من عملككالمدير وصديق العمل.
إن هروبك عن صديقك وقت المصيبة يعتبرمصيبة أخرى.
إننا في وقت المصيبة لانحتاج للمال فقط،بل نحتاج للمواساة، والكلمة الطيبة والزيارة، والدعاء، وقد نحتاج لشيء من المال.
فحينما يهرب صديقك عن كل تلكالمشاركات لاشك أنه ليس بصديق بل مجردشخص كان يراك في العمل، أو في المسجد، أو شخص ولدته أمك فقط.
والغريب أن هذا الشخص قد تراه في وقتفرحك كالزواج أو مناسبة المولود أو ترقية في وظيفة ونحو ذلك.
فلماذا يغيب وقت المصيبة ويحضر وقتالفرح ؟
إن هذا النوع مثل الظل وقت الشمس يكونخلفك، وعند الظلام لن تراه.
إن اليد التي تساعدك لتنهض من أزمتك خيرمن ألف يدٍ تصافحك بعد ذلك.
إن الأخ نوعان ؛ نوع ولدته أمك، ونوعولدته الأيام والمواقف.
إن الحياة مليئة بالهموم، ولعل من أعظموسائل تخفيفها هو ذلك الصديق الذييحفزك ويواسيك ويثبتك ويمنحك المشورةالمناسبة، أو المال الذي يساعدك لتجاوز تلكالمصيبة.
ألا تتفق معي أن الصداقة ليست بالأيام التيعشناها سوياً ولكنها بالمواقف الجميلة التيظهرت خلال تلك الأيام ؟
إن الصديق الحقيقي وطنٌ تأنس إليه فيزمن الغربة.
ومضة: إن وقفتك مع صديقك عمل عظيمعند الله، وسوف تجد من الله التيسير فيحياتك بسبب ذلك الموقف.
قال ﷺ: من يسّر على مُعسِر يسّر الله عليه فيالدنيا والآخرة.
رواه مسلم.
وقال: ولَأَنْ أمْشِيَ مع أخِي المسلمِ في حاجةٍأحَبُّ إليَّ من أنْ أعتكِفَ في المسجدِ شهْرًا.
رواه الطبراني وحسّنه الألباني.
اللهم ارزقنا الأصدقاء الصادقين.
مختارات