لا تهدم الجسور
من عجائب العلاقات أن تجد من يسيء لك وقد أحسنت إليه، ويهجرك بعد أن تواصلت معه، ويعطيك ظهره وقد أعطيته يديك، ولكن لاغرابة فكل إناء بما فيه ينضح، والأفعال نتيجة ماسكن في القلب من خير أو شر.
إن حفظ المعروف من شيم الكرام، ولايعرف الفضل لأهل الفضل إلا أهل الفضل، وفي نظرة لشيء من الواقع تجد مايلي:
١- قضية عقوق الوالدين أليست هدم لجسرٍ عبرت عليه طوال حياتك ؟
٢- ذلك الزوج الذي ينسى معروف زوجته ويطلقها بسبب لايستحق، أليس هذا هدم لجسرِ الحب والرحمة الذي عبر عليه سنوات من عمره ؟
٣- تلك الزوجة التي ترفع صوتها على زوجها عند أبسط خلاف وتقول: مارأيت منك خيراً قط، أليست هذه الكلمة هادمةً لجسر الحب والإحسان الذي عبرت عليه في حياتها ؟
٤- ذلك الموظف الذي ظهر شيء من تقصيره بسبب بعض الظروف، فما كان من مديره إلا أن عاتبه بكل قسوة وهدد بفصله وعقوبته، أليس لذلك الموظف معروف على تلك الجهة من إنجازات قام بها بشكل جيد في فترات سابقة، فلماذا نهدم جسر ذلك الموظف الذي عبر عليه عشرات المستفيدين من أعماله ؟
٥- إمام المسجد الذي له معروف كبير على المسجد وجماعته فهو صاحب تعليم وإحسان، وبرامج نافعة، فياترى لماذا حينما أخطأ في بعض أيام حياته، ننسى ذلك الجسر الذي بناه ونهدم كل حسناته التي انتفع بها المئات من المصلين ؟
وهكذا تتعدد صور الهدم للجسور، ونسيان الحسنات في مجتمعنا.
نسأل الله أن يرزقنا وإياكم حسن العمل، وحسن الوفاء مع أهل الوفاء.
مختارات