( البسملة )
·صيغتها:
الصيغة التي اتفق جميع العلماء عليها ولم يخالف فيها أحد هي: بسم الله الرحمن الرحيم.
· معناها:
معنى البسملة هو: أقرأ حال كوني مبتدئاً ببسم الله الرحمن الرحيم.
أو: أقرأ حال كوني متبركاً ببسم الله الرحمن الرحيم.
والبسملة في اللغة مختصرة من قولك: بسم الله، وهو من النَّحت: وهو أن تختصر كلمتين فأكثر في كلمة واحدة بقصد الإيجاز، وهو سماعي ومنه قولك: حوقل الرَّجُل: أي قال: لا حول ولا قوة إلا بالله.. ومنه حَمْدَلَ، أي قال: الحمد لله.. وهكذا.
·حكمها عند الافتتاح بها في أول السورة:
لا خلاف بين العلماء القُرَّاء في وجوب الإتيان بالبسملة عند الابتداء بالقراءة من أول السورة، وذلك في جميع سور القرآن ما عدا سورة براءة، وسواء كانت السور مرتبة أو غير مرتبة، فإذا قرأ المسلم عدداً من السور فصل بين كل سورتين بالبسملة، أما سورة براءة خاصة فقد أجمع القُرَّاء على عدم الإتيان بالبسملة في أولها، لأن (بسم الله الرحمن الرحيم) فيها أمان واطمئنان وسلام، وسورة براءة نزلت بالسيف ونبذ عهود المشركين والبراءة منهم، وعن البرد وغيره أنه قال: [كان من شأن العرب إذا كان بينهم وبين قوم عهد، فإذا أرادوا نقضه كتبوا إليهم كتاباً ولم يكتبوا فيه بسملة، فلما نزلت براءة بنقض العهد الذي كان بين النبي عليه الصلاة والسلام وبين المشركين، بعث بها النبي عليه الصلاة والسلام عليّ بن أبي طالب فقرأها عليهم ولم يُبَسْمِل في ذلك على ما جرت به عادة العرب.
·حكمها عند الجمع بين سورتين:
والمقصود من ذلك عندما ينتهي القارئ من قراءة سورة معينة ثم يبدأ في قراءة من أول سورة أخرى جديدة وفي هذه الحالة يجوز ثلاثة أوجه، باستثناء آخر سورة الأنفال مع أول سورة التوبة، والأوجه هي:
1- قطع الجميع: أي الوقوف على نهاية السورة الأولى، ثم الوقوف على البسملة، ثم الشروع في بداية السورة التالية، نحو: ﴿وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ*بسم الله الرحمن الرحيم*قُلْ أَ! عُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾ [آخر الفلق وأول الناس].
2- وصل الجميع: أي وصل نهاية السورة الأولى بالبسملة ووصل البسملة بأول السورة التالية، نحو: ﴿وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ بسم الله الرحمن الرحيم قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾.
3- قطع الأول ووصل الثاني بالثالث: أي الوقوف على نهاية السورة الأولى، ثم وصل البسملة مع أول السورة الثانية، نحو: ﴿وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ*بسم الله الرحمن الرحيم قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾.
وهذه الوجوه الثلاثة جائزة بين كل سورتين في القرآن الكريم، سواء كانتا مرتبتين أو غير مرتبتين، وهناك وجه رابع غير جائز، وهو: وصل نهاية السورة الأولى بالبسملة والوقوف عليها، ثم الابتداء بأول السورة الثانية، وهذا الوجه غير جائز لأن في ذلك إيهاماً بأن البسملة هي لآخر السورة الأولى، والصواب أنها لأول السورة الثانية.
أما فيما بين سورتي الأنفال والتوبة،فهناك ثلاثة أوجه أيضاً وهي:
1- الوقوف على نهاية الأنفال مع التنفس ثم الابتداء بالتوبة، نحو: ﴿... إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (75)*بَرَآءةٌ مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ(1)﴾ [آخر الأنفال وأول التوبة].
2- الوقوف على نهاية الأنفال بسكتة من غير تنفس لمدة حركتين والابتداء بالتوبة، نحو:
﴿... إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (75) بَرَآءةٌ مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ(1)﴾.
3- وصل آخر الأنفال بأول التوبة من غير توقف، نحو: ﴿... إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (75) بَرَآءةٌ مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ(1)﴾.
- تنبيه هام: وهذه الأوجه الثلاثة هي أيضاً فيما لو وصلنا نهاية سورة البقرة أو آل عمارن أو النساء أو أي سورة أخرى بأول سورة التوبة.. ولو وصلنا نهاية سورة التوبة بأولها، أو نهاية أية سورة بعدها بأول سورة التوبة فليس لنا إلا وجه واحد فقط وهو الوقوف على نهاية السورة ثم الابتداء من أول سورة التوبة من غير بسملة.. والله أعلم.
*************************
* أهم المصادر والمراجع:
- كيف تقرأ القرآن: الشيخ محمد أبو الفرج صادق.
- بُغية عباد الرحمن لتحقيق تجويد القرآن: الشيخ محمد شحادة الغول.
-دروس في ترتيل القرآن الكريم: الشيخ فائز عبدالقادر شيخ الزور.
-الإتقان في علوم القرآن: الإمام النووي.
-تفسير فتح القدير: الإمام محمد بن علي الشوكاني.
مختارات