لكل شيء علامة!! فما علامة اهتمامك بدعوتك (8)
8- صيد الغافلين:
صاحب الرسالة صيَّاد يقتنص كل حين قلبا، ومن أراد اصطياد قلوب الرجال، نثر لها حب الإحسان والإجمال، ونصب لها شباك الفضل والإفضال.
ومن هذا انتهاز الفرص، فقد مرَّ النبيr يوما بجدي أسك ميت فقال لأصحابه: (من يشتري هذا بدرهمين؟) فسكتوا، فقال: من يشتري هذا بدرهم؟ فقالوا: يا رسول الله لو أنه كان حياً لما رأينا فيه حاجة، فقال- عليه الصلاة والسلام: (لهوان الدنيا على الله أهون من هذا عليك.)
فالنبي ﷺ اغتنم هذه الفرصة فرمى رميته، لأنه ليس في كل مرة تتاح الفرصة، ويكون الصيد في ظرف مهيأ، ومن غفل هرب الصيد منه وندم على ذلك.
يقول الأستاذ سعيد رمضان حاكيا عن موقف من مواقف الإمام البنا مهتبلا فرصة دعوية واتته، وأنى لمثل البنا أن يتركها:
) إن أنس لا أنسى موقفه رضوان الله عليه في أمسية مشهودة بمدينة طنطا في دلتا مصر، وقد احتشد أمامه قرابة أربعين ألفا من فئات الناس بينهم شهرة من اتباع عدة طرق صوفية، شاع بعضهم على النفرة من طابع الحركة المتحمسة كأنهم يرونه يجافي وداعة معنى العبادة على ما لقنوة وتحدد مفهومهم به، فإذا بعد استرسال روحي خالج غائر النفوس في صفاء ويسر يقول لمستمعيه فجأة في إشراقة كأنها السِّحر:
ألا تعجبون معي من إخواننا العباد الذي لا ينقطعون عن تلاوة دعاء الشيخ أبي الحسن الشاذلي في حزب البر، ويرددون من ذلك دائما: اللهم وارزقنا الموتة المطهرة.
ماذا تراهم يستحضرون في معنى الموتة المطهرة؟! الا إن أكبر موتة يحبها الله هي هذه!! ورفع يده فمرَّ بها على رقبته إشارة إلى قطع الرقاب في سبيل الله عز وجل.. فكأنما والله مسَّت الناس كلهم كهرباء، واستعلن أمامهم مشهد الفداء والذبح رأي العين.. فسالت دموع وثارت عواطف وتعالت هتافات. )
مختارات