"أفلا يتدبرون القرآن"..
سماع القرآن والقيام به بتؤدة وفهم وتدبر وتكرار، يورث القلب معارف لا تنتهي بركاتها!
وقد قال الذي تكلم بالقرآن سبحانه: كتابٌ أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب"، وقال: "أفلا يتدبرون القرآن".
أما الإكثار بلا فهم ولا تدبر ولا معرفة بمراد المتكلم به سبحانه، فقد قال في مثله سيدنا ابن مسعود رضي الله عنه لما قال له رجل: قرأت المفصَّل الليلةَ في ركعة، فقال له سيدنا ابن مسعود رضي الله عنه: هذًّا كهذِّ الشعر! إنَّ أقواما يقرءونه ينثرونه نثر الدَّقَل، لا يجاوز تراقيهم! ولكن إذا وقع في القلب فرسخ فيه نفع.
يعني رضي الله عنه يرمون بكلماته من أفواههم من غير فهم ولا تأن ولا بصيرة، تعامل الذي لا يلقي بالا لما يقول كأنه رديء التمر.
فعلق النفع بوقوع القرآن في القلب ورسوخه، وهذا يحتاج إلى أناة وحسن إصغاء وتدبر وفهم وتكرار، ومداومة، وطول صحبة، ولهفة وتفتيش، وحرص كحرص المحب على استبانة مراد صاحبه الأحب، وفهمه باليقظة التامة والحضور الكامل والتأني المتبصر!
فمتى أردت الاستكثار من الختمات وهو خير جليل؛ فاعلم أن إزالة الختم عن القلب بالفهم والخشوع أعظم وأجلّ.
مختارات